قرار إقالة سعد بنديدي فاجأ أوساط المال والأعمال وغذى مناقشات ولقاءات عطلة نهاية الأسبوع. وخلافا لتدبير إقالة الودغيري، لعب مجلس إدارة أونا هذه المرة ورقة الشفافية والتواصل بحيث تم إطلاع الرأي العام على حيثيات القرار بواسطة بلاغ صحفي، ثم استدعي بعض الإعلاميين للقاءات غير رسمية تم خلالها توضيح دوافع القرار. فلم ينس المساهم المرجعي كيف «طلع» خالد الودغيري بطلا على صفحات بعض الصحف بعد إقالته وتم التركيز على جور القرار، عوض مناقشة حيثيات القرار وتحليل الخسائر التي تكبدها البنك الذي كان يديره سواء في عملية الدمج أو تدبير الموارد البشرية أو رفضه لدعم «وانا» ماديا. نعم «وانا» مرة أخرى. يبدو أن هذا الفرع سيصبح فزاعة للرؤساء الذين سيتعاقبون على رئاسة مجموعة أونا. لقد أطاح برأس الودغيري، ثم ألحق به بنديدي. لكن ورغم أن هذا الفرع يعيش أزمة مالية خانقة، فيبدو أن المساهمين مطمئنون لمستقبل ومردودية هذا الفرع وما هو مطلوب اليوم من بلغازي هو ما فشل فيه بنديدي. وأهم ما ينتظره المساهمون والمتصرفون من رئيس أونا الجديد هو وضع خطة تجعل من مركز الخيارات الاستراتيجية ل«أونا» البحث عن تموقع واضح وتفادي الاصطدام مع الكبار في المهن التقليدية التي راكموا فيها التجربة. اختيار التموقع الصحيح هو بداية الطريق السليم، وبلغازي الذي منح مهلة ثلاثة أشهر ليضع خارطة لطريق «وانا» لا شك أنه واع بذلك. أونا التي تعتبر اليوم طاحونة اقتصادية لم تغفر كذلك لبنديدي عدم ديناميكيته وافتقاره إلى حس الابتكار وعجزه عن تقديم أي مشروع جديد خلال الثلاث سنوات التي قضاها على رأس الهولدينغ الملكي... كما قال لنا مصدر مطلع. واضح أن هناك تناسقات داخل المجموعة تشكل خطا أحمر لاشك أنه الآن واضح بعد إبعاد الودغيري وإقالة بنديدي. الدرس هو أنه لا أحد ضروري وأن التدبير العصري لا يشخصن. كان ضروريا إذن أن يقدم الثمن كل من الودغيري وبنديدي لأخطائهما وعدم فهمهما لهذه الاستراتيجية وسيكون من السذاجة أن يكرر أي من الرؤساء مثل هذه الزلات التي لا يغفرها عالم المال والأعمال في القطاع الخاص.