ذكاء ساركوزي لا يقاس بقدرته على اكتساح قلوب وعقول الفرنسيين قبل وصوله إلى كرسي الرئاسة الفرنسية بوعوده التي قطعها للمواطنين حتى إنه وصف نفسه ب«رئيس القدرة الشرائية» قبل أن يصرح، وهو هذه المرة، رئيس منتخب، بكون «صناديق الدولة فارغة». لو كان الفرنسييون أذكياء لما وثقوا بساركوزي، ولما نسوا مقولة الأب شيراك من أن «الوعود السياسية لا تلزم سوى من يثق بها»، فالرئيس الفرنسي، الذي جرب القفز في الهواء الطلق في سماء السياسة بعد أن طلقته سيسيليا، وبعد أن فقد شعبيته، جلب للفرنسيين وللعالم الذي يتابع أخباره عارضة أزياء فاتنة، على الأقل ستشغل رأيا عاما أصبح لا يشرب قهوته الصباحية إلا وهو ينتقد سياسة الرئيس. ذكاء ساركوزي أنه يجرب مع شعبه فتنة الجمال التي لا فرق بينها وبين فتنة المخدرات، فكلاهما يشغلان العقل وينسيان التعب، وأخبار السيدة الأولى لفرنسا، كارلا بروني، أصبحت أفضل سيناريو حي يتابعه الناس من سينما الواقع التي تتخذ من قصر الإيليزي مقرا عاما لفريق الإنتاج والإخراج والبث. آخر ما جاد به صندوق العجب الفرنسي هو بيع صورة فوتوغرافية لكارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، تظهر فيها عارضة الأزياء السابقة عارية بالكامل ب91 ألف دولار في مزاد علني نظمته مؤخرا في نيويورك دار كريستيز واشتراها جامع تحف صيني يوم الخميس المنصرم. الصورة التي تنافس على شرائها مزايدون عبر الهاتف والأنترنت وفي الصالة، التقطها المصور ميشال كونت بالأبيض والأسود لكارلا قبل نحو 15 عاما، حيث تظهر فيها امرأة عارية تعرض مفاتنها ويداها تخفيان عورتها، في وقت قدرت فيه دار كريستيز قيمة لوحة بروني بنحو أربعة آلاف دولار فقط، لكن تقرر بدء المزاد عليها بعشرة آلاف دولار بسبب كثرة المزايدين عليها. وبالرغم من كون الصحف البريطانية نشرت صورا عارية للسيدة الجديدة لقصر الإليزيه، إلا أنها توقعت بالمقابل لكارلا بروني أن تصبح ملكة الأناقة وأن تحتل مكانة الأميرة الراحلة ديانا، وقالت صحيفة «الديلي إكسبريس»، التي نشرت صورة لعارضة الأزياء السابقة: «بريطانيا مفتونة بالسيدة ساركوزي»، فيما تساءلت صحيفة «الديلي تلغراف» قائلة: «هل كارلا هي ديانا جديدة، مساعدو الرئاسة يأملون أن تصبح السيدة الفرنسية الأولى ملكة قلوبهم». وعلى صعيد آخر، ذكرت مجلة «ماريان» الفرنسية، نقلا عن مذكرة داخلية صادرة عن قصر الإليزيه، أن كارلا اقترحت على زوجها إقامة حفلة غنائية تتولى إحياءها في أفغانستان، وبالتحديد في قاعدة قندهار الجوية، بهدف رفع الروح المعنوية للجنود الفرنسيين في أفغانستان، في وقت يواجه فيه ساركوزي حملة قاسية تشنها عليه المعارضة لاعتزامه إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان قوامها ألف جندي فرنسي نزولا عند رغبة واشنطن.