رغم أن مساحة زمنية قليلة تفصل المنتخب الوطني لكرة القدم عن بدء تصفيات كأس العالم 2010، فإن جامعة الكرة لازالت مصرة على مواصلة مسلسل العبث دون أن تكشف هوية المدرب المقبل للمنتخب، لتدخل الجميع وسط متاهة يبدو أن نهايتها ليست معلومة. عندما أقالت جامعة الكرة الفرنسي هنري ميشيل من مهامه لم تتردد في التأكيد أن إعلان المدرب المقبل لن يتأخر مادام أن رهانات كبيرة تنتظر المنتخب الوطني. بدت الجامعة وقتها وكأنها تسابق الزمن، في وقت لم يكن عدد من أعضائها يترددون في التأكيد إلى أن اختيار المدرب لن يستغرق وقتا طويلا، وعقدت العزم على التعاقد مع مدرب أجنبي. كان الفرنسي روجي لومير مطلبا ملحا لأعضاء بعينهم، رغم أن مصيره مع المنتخب التونسي لم يكن قد تم الحسم فيه بعد. وعندما تصاعدت الاحتجاجات، وبدأ الحديث عما وصف بأنه حركة غير رياضية قام بها لومير ضد الجمهور المغربي بالرباط في مباراة ودية جمعت المغرب بتونس في 7 فبراير من السنة الماضية، أعلنت الجامعة أنها تجري مفاوضات مع عدد من المدربين، دون أن تكون قد حسمت في أي شيء. لكن ارتفاع وتيرة الغضب وتسارعها، ومطالبة الجمهور بإسناد المهمة لمدرب وطني، جعل الجامعة تقرر في اجتماع لها ترأسه الجنرال بنسليمان، أن يكون المدرب المقبل للمنتخب مغربيا، واضعة لائحة بأسماء ستة مدربين هم: بادو الزاكي وجمال فتحي ورشيد الطوسي وعزيز العامري ومصطفى مديح وامحمد فاخر. وفي الوقت الذي كان مقررا أن تكشف الجامعة عن اسم المدرب المقبل يوم 8 مارس الماضي، فإنها ستعود مجددا لتضيف حلقة جديدة في مسلسل العبث وهي تلغي اجتماع المكتب الجامعي، قبل أن تقرر في مرحلة لاحقة أن تقفز على ما أعلنته، وتبدأ مفاوضاتها مع الفرنسي روجي لومير، فقط لأن الجنرال بنسليمان رئيس الجامعة بدا له أنه من الأفضل التعاقد مع مدرب أجنبي، وفرنسي بالتحديد. فمن أي زاوية يمكن أن ننظر لكل هذه التفاصيل؟ وكيف ستفسر لنا جامعتنا الموقرة كل هذا التناقض؟ ثم هل يعقل أن يبدأ أوزال ومصمم مفاوضاتهما مع لومير، دون أن يجتمع المكتب الجامعي ويدلي بقية الأعضاء بآرائهم، علما أن أوزال ظل يؤكد أن الحسم في هوية المدرب، لن يكون لدائرة مصغرة من الأعضاء الجامعيين، وإنما للمكتب الجامعي بأكمله، وهل بقية الأعضاء هم مجرد كومبارس يبايعون ويصفقون سيما أنهم لا يترددون في التأكيد أنهم يتابعون أخبار المفاوضات مع لوميرعبر وسائل الإعلام. ثم بأي حق يفاوض مصمم المدرب لومير، هل هو عضو جامعي؟ للأسف فجامعة الكرة تؤكد في كل مرة أنها خارج الزمن الكروي، وأن ما يصنع القرارات ليس الرغبة في الإصلاح، وإنما المزاج، وإلا كيف نفسر أنه في الوقت الذي حصد فيه المدربون الفرنسيون الفشل في نهائيات كأس إفريقيا بغانا، بدءا من هنري ميشيل مرورا بلومير ونوزاريه وجيلي ولوروا، فإن الجامعة تصر على أن يكون لومير هو المدرب المقبل.