- ما هو تعليقك على حادث فرار 9 سجناء إسلاميين من السجن المركزي بالقنيطرة؟ < فرار 9 سجناء إسلاميين من السجن المركزي بالقنيطرة يطرح العديد من الأسئلة. أولى هذه الأسئلة أن هؤلاء الفارين محكومون بعقوبات متفاوتة بين الإعدام والمؤبد ومدد طويلة، ومعروف أن السجناء المحكومين بالإعدام لهم نظام سجني خاص في التغذية والزيارة وحتى المراقبة، لكن مع ذلك قرأنا في الصحف أن هؤلاء السجناء الفارين كانوا في زنزانتين متجاورتين في جناح ألف. من جهة أخرى نحن نعرف أن السجن المركزي بالقنيطرة يخضع لمراقبة أمنية صارمة وحضور أمني مكثف سواء على مستوى القوانين أو على مستوى الإجراءات الإدارية المعمول بها داخل المؤسسة السجنية. وهو ما يدعو في نظري إلى إعادة النظر في هذه الأوضاع وفتح تحقيق في ملابسات حادث الفرار لتحديد المسؤوليات. - هل يمكن القول إن فرار هؤلاء السجناء له ارتباط بالوضعية الداخلية للمؤسسة السجنية بالقنيطرة؟ < أعتقد أن فرار هؤلاء السجناء ليس له ارتباط بالوضعية الداخلية للمؤسسة السجنية، لأن النزوح إلى الفرار هو خيار ذو طبيعة سياسية، بمعنى أن خيار الفرار ليست له طبيعة احتجاجية لتحقيق بعض المطالب المرتبطة بأوضاع الفارين. ثم إن هؤلاء السجناء لا يعانون من بعض المشاكل التي يعاني منها باقي السجناء كمشكل الاكتظاظ نظرا لطبيعة الملف الذي يتابعون في إطاره، وحتى المدد المحكوم بها عليهم لا يمكن أن تكون عاملا رئيسيا في عملية الفرار، والمرجح أن الفرار له علاقة أيضا بطبيعة الفكر الذي تتبناه هذه العينة من السجناء. - هل كانت هناك حوادث فرار مماثلة لهذا الحادث في تاريخ تجربة الاعتقال السياسي لدى سجناء اليسار المغربي؟ < حادث الفرار الوحيد في تجربة الاعتقال السياسي لدى سجناء اليسار المغربي هو حادث فرار الشهيد رحال اجبيهة وسيون اسيدون ونجيب البربدي عندما جيء بهم إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج، ما عدا ذلك، فلم يسجل أن المعتقلين السياسيين اليساريين كانوا يفرون من السجن، رغم أن إمكانية الفرار كانت متاحة. وأعتقد أن هذه هي الحالة الوحيدة في تجربة الاعتقال السياسي لدى اليسار المغربي وهي حالة استثنائية لها ظروفها الخاصة، رغم أن المعتقلين في تلك الفترة كان بإمكانهم الهرب لو أرادوا ذلك، لكنهم كانوا يرفضون هذا الخيار لأنه في نظرهم ليس هو الحل الوحيد. *نائب الكاتب العام للمرصد المغربي للسجون