«تلك الأعشاب التي أرسلها الهاشمي هي التي قتلت والدتي»، هكذا علق بدر، ابن الحاجة فاطمة احميدوش، التي كانت مصابة بسرطان الثدي وتوفيت في فبراير الماضي، شهرين بعد شروعها في استعمال وصفات شيخ «قناة الحقيقة»، محمد الهاشمي، بعد أن نصحها هذا الأخير بتوقيف حصص العلاج الكيميائي الذي كانت تخضع له بمستشفى مولاي عبد الله بالرباط، كما تصرح بذلك إحدى بنات المرحومة، واستطرد ابن الضحية بعينين دامعتين: «لقد كانت والدتي قد بدأت تتعافى من مرضها، وكانت حصص العلاج الكيميائي قد بدأت تقل لكن عندما توقفت وبدأت تتناول تلك الأعشاب لم تعد تقدر على الحركة». الحاجة فاطمة احميدوش هي واحدة من بين ضحيتين أخريين تقطنان بنفس «الحومة»، وقد توفيا هما أيضا بنفس طريقة موت فاطمة، بحيث إنهم جميعا كانوا يتلقون أوامر الشيخ عبر الهاتف ويوقفون زياراتهم الطبية، ويدمنون على تناول أعشاب شيخ «الحقيقة». ولم تتمكن «المساء» صباح أمس الثلاثاء من التحدث إلى أسر باقي الضحايا، بحيث كانت البيوت خالية من أصحابها، لكن العديد من سكان الحي قالوا في تصريحات متفرقة: «إن السبب في موت كل هؤلاء هو الهاشمي»، الذي وصفه بعض السكان ب«الدجال». وقد صرح أبناء الحاجة فاطمة احميدوش بأنهم أرسلوا إلى الهاشمي ما يقارب 10 آلاف درهم على حسابه البنكي، بحيث إنه طلب في البداية 4000 درهم مقابل الأعشاب، التي يرسلها عبر البريد إلى منازل المعنيين، وبعد أن انتهت الكمية الأولى من الأعشاب (التي هي عبارة عن قارورات عسل وأعشاب غريبة ومياه بلون الشاي)، ولم تتحسن وضعية فاطمة، اضطرت هذه الأخيرة إلى بيع حليها، من أجل الحصول على دفعة ثانية من الدواء، رغم توسلات الأب للهاشمي. «بالإضافة إلى الأعشاب كان محمد الهاشمي يرسل شريطا مسجلا داخل العلبة البريدية» كما يوضح الابن الأصغر للضحية، مصطفى والذي يبلغ من العمر 12 سنة، ويستطرد موضحا: «الشريط كان عبارة عن بعض الآيات القرآنية القصيرة، ويختمها بهذه العبارة: اللهم إذا كان فيه مس أو جن فسوف يشفى بإذن الله، ويكرر هذه العبارة أربع مرات»، ويضيف مصطفى: «لقد كنت أجلس كثيرا مع أمي في الأيام الأخيرة، وبين الفينة والأخرى كنت أغافلها وأتذوق تلك الأشياء التي تأكلها وقد كان طعمها مرا جدا». في نفس الصدد، كشفت مصادر أمنية بمدينة مكناس: «أن تحقيقا معمقا انطلق على أعلى المستويات»، وأضافت نفس المصادر: أن «جهات معينة كانت قد رفضت فتح حساب بنكي للهاشمي في المغرب لكن الأمر تغير مباشرة بعد ندوة أكادير»، كما أكدت نفس المصادر أن ملف الهاشمي «دخل طي الكتمان مباشرة بعد تدخل الشرطة القضائية بالرباط، ما يعني أن الموضوع كبير جدا». للإشارة فقد رفض مختبر تحليلات بالدار البيضاء تسليم أسرة فاطمة احميدوش نتائج البحث الذي أجروه حول الأعشاب التي كانت متبقية لدى أفراد العائلة بعد وفاة والدتهم، كما رفض أفراد الأسرة إخضاع جثمان والدتهم للتشريح الطبي «احتراما لوالدتهم ولجسدها».