المساء - ما إن انتشر خبر زيارة محمد الهاشمي صاحب قناة الحقيقة لمدينة أكادير، التي احتضنت ندوة له عن الطب البديل أول أمس، حتى توافدت مئات المواطنين طلبا للعلاج من أمراض عجز الطب عن إيجاد دواء لها، جاؤوا من الرباط والبيضاء وبني ملال ومراكش وتارودانت وفرنسا وإيطاليا... بحثا عن حل سحري بين يدي الشيخ العماني الذي يسوق وصفاته عبر الأقمار الاصطناعية التي تربط قناة الحقيقة بملايين المشاهدين العرب الذين يبعثون ملايين الدولارات إلى الطبيب الذي يدعي القضاء على السيدا والسرطان والصرع وكل الأمراض بواسطة خلطة أعشاب يمتلك وحده سر مفعولها. الهاشمي الذي يوجد في المغرب منذ أسبوع في زيارة تباينت دواعيها بين رغبته في تسوية مشكل الحساب البنكي للقناة الذي أغلقته السلطات المغربية وبين دعوات خاصة للإشراف على علاج حالات مرضية لمسؤولين مغاربة. انتشر خبر إقامته بفندق هيلتون بالرباط كالنار في الهشيم وتحركت الهواتف للظفر بدعوة الدكتور إلى مأدبات الغداء والعشاء في الفيلات الفخمة بحي الرياض وبير قاسم، وأفاد مصدر مقرب أن مواطنين بالعاصمة لاحقوا الطبيب العماني بدراجاتهم النارية بمجرد التعرف عليه أثناء توقفه في إحدى علامات المرور داخل سيارته. منذ ثلاث سنوات أصبح محمد الهاشمي حديث الشارع في العالم العربي بعد إطلاقه لقناة الحقيقة على النايل سات وبرامجها تتألف من ثلاث مواد فقط تتكرر على مدى 24 ساعة, وهي ( رقية شرعية) لطرد «الجن من الجسم» أثارت جدلا كبيرا في دول الخليج ما بين مقر بصحتها ومشكك فيها. ما إن وصل الهاشمي إلى دار العجزة في أكادير حتى تعالت فجأة أصوات المتجمعين أمام دار العجزة بعد وصول سيارات فارهة إلى عين المكان. حاول الحرس الخاص إبعاد المتجمهرين الذين تسابقوا نحو رجل في عقده الرابع بملامح مشرقية، طلب الهاشمي من مرافقته أمل شناني التي ترتدي «عباية» خليجية سوداء، أن تجمع الأظرفة من المواطنين. تسابقت الأيادي لمدها بالمظروف بحماس وهي لا تنفك تطمئنهم بأن الدكتور سيطلع عليها بنفسه ليرد عليهم لاحقا.. تتضارب الآراء التي استقتها «المساء» حول «الوصفات الطبية التي يرسلها الدكتور إلى المرضى ، فالسيدة (م) تقول: «جارتي لها ابن مصاب بالصرع، راسلت قناة الحقيقة وأرسلوا لها قرص سي.دي للقرآن الكريم وزيوتا للدهن إضافة إلى خليط العسل الطبيعي مقابل 2000 درهم فتحسن ابنها بشكل كبير». في حين تقول الشابة مريم بعد تردد واضح: «لقد نصب علينا الدكتور الهاشمي وجماعته، أرسلنا له الملف الطبي لشقيقتي (س.م) المصابة بسرطان الحنجرة منذ شتنبر 2006 إضافة إلى مبلغ مالي يفوق 1000 دولار لدى بنك الوفا التجاري ورغم اتصالهم بنا ووعودهم بإرسال الدواء فلم يصلنا شيء حتى الآن. القصة بعثت في النفوس نوعا من التضامن النفسي مع أخت الشابة ودفعت سيدة في الخمسين من عمرها إلى التعليق قائلة: «زوجي مصاب بداء السكري منذ عشرين سنة، تعرفنا على الهاشمي في قناة الحقيقة قبل سنة.. لقد ساءت حالة زوجي بعد تناوله لخلطة ممزوجة بأعشاب مرة مع العسل أرسلها له الدكتور. نقلناه إلى المستعجلات ليخبرنا الطبيب أنه تعرض للتسمم. جئت إلى أكادير لأخبره بما وقع وأحذر الناس من التعامل معه». دخل الهاشمي إلى القاعة وسط تصفيق الحضور الذي شكلت النساء غالبيته. وقال إنه لا تعارض بين الطب الحديث والطب البديل، إذ لا أحد يلغي الآخر حسب قوله. وفي سياق حديثه عن الأمراض المزمنة، صرح الهاشمي أنه توفق في علاج أمراض السرطان والسيدا والتصلب اللوحي والصرع بالنية والقرآن والأعشاب الطبية على حد تعبيره، مضيفا أن «شركات الأدوية أصبحت تتعامل مع عشرات الأمراض باعتبارها مسألة تجارية بحتة». خرج الهاشمي وسط حرسه إلى فندق سوفيتيل بعدما حاصرته الحشود تطلب الشفاء من أمراض يصل دواؤها عن طريق «DHL» بعد أن تتلقى قناة الحقيقة المقابل بالدولار. أنظر التفاصيل في صفحة ربورتاج