اختار المخرج البريطاني بول غرين غريس مدينة سلا وقرية أولاد موسى مسرحا ميدانيا وطبيعيا لتصوير مشاهد من شريطه المطول الجديد «المنطقة الخضراء»، وهو الاسم الذي يطلق على حي شديد المراقبة الأمنية بالعاصمة العراقية بغداد، حيث تتمركز القيادة العسكرية الأمريكية والحكومة العراقية والتمثيليات الدبلوماسية الأجنبية . واستنادا إلى مصادر قريبة من موقع التصوير، فإن مخرج الفيلم البريطاني عمد، عبر بوابة الهيئة الدبلوماسية العراقية بالرباط، إلى ربط الاتصال مع عدد من أفراد الجالية العراقية المقيمة بالمغرب من أجل توظيفهم في أدوار ثانوية، وضمن مشاهد عابرة ككومبارس، في فيلم يحكي قصة عملاء أمريكيين سيتجهون إلى العراق للبحث ولجمع معلومات سرية تتصل بأسلحة الدمار الشامل . وحسب ذات المعطيات، فقد تم اختيار الممثلين العراقيين بأحد فنادق العاصمة الرباط، يشاركهم مجموعة من المغاربة في أدوار صغيرة وثانوية، فيما كلف تصوير المشاهد الخارجية جلب عدد كبير من الآليات العسكرية والحربية الخفيفة والثقيلة بمساعدة تقنية من لدن القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية المغربية . وقد أصر مخرج الفيلم على تحويل عدد من أحياء قرية أولاد موسى بسلا إلى بغداد ثانية، من خلال مظاهر الخراب والبؤس الناجم عن الحرب، حتى إنه أطلق اسم «شارع الحمير» على أحد شوارع المدينة تشبيها له بشارع مماثل يحمل نفس الاسم بمدينة الصدر العراقية . وفي غضون ذلك، جلبت الفرق التقنية، التي تشتغل بجانب المخرج البريطاني بول غرين غريس، كل ما طلبه من أعداد ضخمة من الحمير ومن عربات الجر التي ملأها بالطماطم والبطاطس المتعفنة، كما أنه أصر على جلب أعداد كبيرة من الكلاب الضالة، حيث طالب بأن تكون الكلاب بمواصفات خاصة، أبرزها اتساخها وظهور علامات الجوع المفرط على أجسادها . مخرج الفيلم، الذي صور مشاهد أخرى بمدينة القنيطرة، عمد إلى توظيف أطفال مغاربة وصور لهم مشاهد وهم حفاة الأقدام بملابس رثة يلعبون بجانب عربات الحمير والكلاب الجائعة، ووسط البطاطس والطماطم المتعفنة، للوصول إلى مشاهد مماثلة تعكس حقيقة البؤس في ظل واقع الحرب الذي تعيشه شوارع المدن العراقية . هذا، وقد تأكد أن المخرج البريطاني، الذي اشتغل في الصحافة قبل انتقاله إلى السينما، صور مشاهد عن الرئيس العراقي المطاح به صدام حسين، حيث عمد إلى حفر حفرة مماثلة كتلك التي قالت القوات الأمريكية إن حاكم بغداد القوي اختبأ فيها بعد سقوط العاصمة العراقية في يد القوات الغازية .