لم يحسم المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعد في اسم العضو القيادي الذي سيمثله في مؤتمر المجلس الإقليمي للحزب بفاس، المقرر عقده مساء الأحد المقبل بمقر الحزب بالمدينة ذاتها. ويسود تردد في الأوساط القيادية للحزب بخصوص اتخاذ قرار حضور هذا المؤتمر بعد حادث تعرض ادريس لشكر، أحد قياديي الحزب، للطرد من أمام مقر الحزب بفاس من قبل أنصار محمد اليازغي، الكاتب الأول الذي تخلى عن مسؤولياته بعد انتقادات وجهت له بسبب تدبير ملف المشاركة في حكومة عباس الفاسي. وترى المصادر أن محطة انتخاب الكتابة الإقليمية للحزب بفاس ستشهد نقاشا وصف بالساخن بين أنصار محمد جوهر، المقرب من اليازغي، الذي جمد بدوره مسؤولياته ككاتب إقليمي للحزب وبين أنصار الحركة التصحيحية التي تطالب بقيادة جماعية للحزب في انتظار إعادة هيكلته من جديد. المصادر نفسها رأت أنه من المستبعد أن يقبل ترشح محمد جوهر الذي لا يزال يحتفظ برئاسة الكتابة الجهوية، بسبب حالة التنافي التي ينص عليها القانون الأساسي للحزب. وكان جوهر قد زاوج، في السابق، بين مسؤوليتي الكتابة الإقليمية والكتابة الجهوية، بسبب ما سمته المصادر بهيمنة تيار اليازغي على الحزب. وقالت إن حالة التنافي تم تفعيلها بعد «الزلزال» الذي أصاب الحزب لحظة الإعلان عن نتائج انتخابات 7 شتنبر وما تلاها من «رجات». وأوردت المصادر أن الصراع محتدم على مستوى مدينة فاس التي تحتضن لوحدها 14 فرعا للحزب بين أنصار اليازغي والحركة التصحيحية التابعة للأغلبية المشكلة للمكتب السياسي، فيما قالت إن تيار «الاشتراكيون الجدد» والذي يُقدَّمُ محمد الكحص على أنه متزعمه لا حضور قوي له في المنطقة، وذهبت إلى أن الصراع يتأجج بقرب الانتخابات الجماعية المقرر إجراؤها في سنة 2009، موضحا أن التيارات المتصارعة تسعى إلى الاستحواذ على ملف التزكيات وتجميع أكبر عدد من المستشارين الجماعيين في إطار الصراع من أجل حسم معركة قيادة الحزب على الصعيد الوطني.