تشكل ساعات العمل الطويلة بالنسبة إلى النساء العصريات أكبر عائق أمام إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي، لكن أن تختار الأم حرمان صغيرها من حليبها الطبيعي خوفا على جمال جسدها، فهذا أمر غير مستحسن، خاصة وأن حليب الأم لا مثيل له بين كل أنواع الحليب المصنعة للرضع، ومهما ارتفعت جودتها فإنها تظل متقاربة مع الحليب الطبيعي، لكن ليست مثله. إن الحليب المصنع يصيب الرضيع بالقبط لأن أمعاءه لا تتقبل تلك المواد الاصطناعية، في حين أن حليب الأم لا يحدث ذلك أبدا، كما أن الرضاعة الطبيعية تمنح الرضيع مناعة طبيعية ضد الأمراض، وهو الأمر الذي لا يتوفر لدى الطفل الذي يعتمد على الحليب المصنع، لهذا السبب لا يطعم الصغير ضد ما يعرف لدى الجميع ب«بوحمرون» إلا في الشهر التاسع، لكن في حالة إصابة الأم ببعض الأمراض، وخاصة تلك التي تطال الحلمة فإن الطبيب يمنعها من إرضاعه، وانطلاقا من الشهر السادس تنصح الأم بتنويع طعام صغيرها، ويمكنه أن يستهلك حتى الحليب العادي الذي يستعمله الكبار. ويجب أن تعلم كل أم أن الرضاعة الطبيعية من حق الرضيع إذا لم تكن تعاني من موانع حقيقية تمنعها بأمر الطبيب من الرضاعة. أما إذا كان السبب جماليا فقط فهناك بعض المواد التي تستعمل لمساعدة الجلد على التماسك، والترهل عموما أمر طبيعي بعد الانتفاخ الكبير الذي يصيب البطن أثناء الحمل أو الثدي أثناء الرضاعة.