ألقت شرطة دبي قبل حوالي أسبوعين القبض على المغربي فؤاد مكيسي، لاعب كرة قدم بفريق النادي الرياضي المكناسي، بتهم القتل العمد. وذكرت بعض المصادر أن فؤاد متهم بقتل مواطن إماراتي وإحراقه بمنطقة حتا، الواقعة على الحدود العمانية، حيث وجد فؤاد وعلى يديه آثار حروق، فيما وجدت جثة الهالك متفحمة. وكان فؤاد مكيسي، 31 سنة، هاجر منذ ماي 2006 إلى الإمارات بحثا عن عمل. وحسب بعض معارفه، فإنه حل بدبي رفقة صديقين له، وهناك تعرفوا على مواطن إماراتي يحمل اسم مطر مسعود، الذي استضافهم ببيته وصرح لهم بأنه يعمل عقيدا بديوان حاكم دبي. وحسب أحد أصدقاء فؤاد الذي كان معه في الرحلة، فإنهم مكثوا لدى مطر مسعود لمدة تزيد عن الشهر، بعدها طلب منهم المستضيف العودة إلى المغرب وهو سيتكلف بإرسال عقود عمل لهم جميعا بأحد الإسطبلات التابعة لأحد شيوخ دبي. ويضيف حسن الزبيدي، صديق فؤاد، وهو لاعب كرة قدم بالنادي المكناسي، أنهم عادوا فعلا إلى المغرب، تاركين جميع أمتعتهم وأغراضهم ببيت مطر مسعود. وأردف قائلا: «وفي انتظارنا لعقود العمل، انقطعت أخباره لمدة، قبل أن يعاود الاتصال بفؤاد ويطلب منه مبلغ 65 ألف درهم مقابل الحصول على عقود عمل». وتقول فاطمة بوسلي، والدة فؤاد، إن ابنها أرسل المبلغ المطلوب على دفعات، مشيرة إلى أنها تتوفر على وصول الإرسال، ومباشرة بعد ذلك غادر ابنها إلى دولة الإمارات، وبالضبط خلال شهر رمضان الماضي. وتضيف والدة فؤاد أن مطر مسعود طلب من ابنها إيجاد زوجة له، وكان فؤاد سيزوجه خالته. إلى ذلك، قالت والدة فؤاد إن ابنها ظل منذ وصوله إلى الإمارات يبحث عن عمل بعدما تنكر له مطر مسعود ورفض إعطاءه حاجياته وأغراضه، وعندما فشل فؤاد في إيجاد عمل بدأ يطالب مطر مسعود بإرجاع المبلغ الذي منحه له مقابل إيجاد عقد عمل. اللاعب فؤاد مكيسي أسر لوالدته، خلال مكالمة هاتفية خاطفة أول أمس الأحد، بأن مطر مسعود أخذه إلى منطقة خلاء من أجل لقاء شخص معين سيجد له عملا، وعندما وصلا إلى المنطقة ترجل مطر من سيارته حاملا قنينة وقود وسلاحا ناريا، حيث أضرم النار في الضحية. وأضاف فؤاد لوالدته أنه حاول أن يطفئ النار مما جعل يديه تصابان بحروق اعتبرتهما الشرطة دليل إدانة. إلى ذلك، قالت فاطمة بوسلي، والدة اللاعب فؤاد مكيسي، إن ابنها راح ضحية «نصاب كبير يعرف باسم مطر مسعود مبارك خلفان الفلاسي، يدعي أنه عقيد بديوان الشيخ امحمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي». وأضافت الأم في تصريح ل«المساء» أنها تلقت يوم 17 مارس الجاري خبر اعتقال ابنها عن طريق مكالمة من امرأة فلسطينية أخبرتها بأن ابنها اعتقل في إطار جريمة قتل دبرها له المدعو مطر مسعود. وأضافت الأم أنها اتصلت بالسفارة المغربية في أبو ظبي إلا أنها لم تتمكن من التوصل بأخبار عن ابنها، حيث تم إخبارها بأن ابنها غير مسجل في سجلات السفارة بأبو ظبي. كما اتصلت الأم بمصالح وزارة الخارجية بالمغرب، وتم توجيه شكاية تحت رقم 4878 بتاريخ 26 مارس الجاري إلى السفارة المغربية بأبو ظبي لمعرفة أخبار فؤاد، إلا أن مصالح السفارة أخبرت الأم بأنها لم تتوصل بأي شيء. وأشارت فاطمة بوسلي إلى أن شرطة الراشدية، حيث يوجد ابنها، اتصلت بها وطلبت منها إقناع ابنها بالأكل ووقف الإضراب عن الطعام الذي يخوضه منذ حوالي ستة أيام. وأضافت الأم أن ابنها لم يكن يقو على الكلام وأكد لها أنه لم يقتل أحدا وإنما المدعو مطر مسعود هو من دبر له هذه المكيدة انتقاما منه، خاصة عندما بدأ يطالبه بإلحاح بإرجاع المبلغ الذي أخذه منه وهدده بإبلاغ الشرطة. وأضاف فؤاد أن مطر مسعود هو من اتصل بالشرطة وأبلغهم بوقوع جريمة قتل بمنطقة حتا. في سياق ذي صلة، قال كمال الزياتي، مغربي عاد قبل شهور من الديار الإماراتية، إنه يعرف مطر مسعود «المشهور بنصبه على مهاجرين من جنسيات مختلفة». وأضاف كمال الزياتي أنه رحل إلى دبي عن طريق إحدى وسيطات التهجير وابنها، حيث دفع لها مبلغ 25 ألف درهم، وأنه فوجئ عند حلوله بدبي بواقع آخر غير الذي وعد به، مما اضطره هو ومغربيين آخرين إلى تهديد الوسطاء باللجوء إلى الشرطة في حالة عدم استرجاع أموالهم، وهو ما حدا بالوسطاء إلى الضغط على مطر مسعود من أجل إيجاد حل، فكان، يقول كمال، «أن لفقوا لنا تهمة السرقة بالإكراه هم وبعض أعوانهم من الشرطة، حيث تم حبسنا بمدينة الشارقة لمدة شهر ليتم إطلاق سراحنا فيما بعد بكفالة». وأضاف كمال: «بعد خروجي من السجن اتصل بي مطر مسعود وطلب مني لقاءه، حيث تأسف لما وقع ووعدني بأن يحضر لي رسالة من حاكم الشارقة لإعفائنا من القضية»، وزاد قائلا: «وبالفعل أتى بعد أيام بورقة مختومة قال لي إنها من الديوان، وهي عبارة عن طلب ليد عاملة من الهند ومصر، حيث نصب على 70 هنديا و155 مصريا باسم ديوان الحاكم، وبعد افتضاح أمره قام بإعادة بعض المبالغ إلى أصحابها». وأشار كمال إلى أن المدعو مطر يعمل في إطار شبكة كبيرة ضمنها امرأة بحرينية تدعى «نورة.ج»، وبعض عناصر جيش أبو ظبي، كما يقوم بإيهام مغربيات بالبحث عن أزواج وإيجاد عقود عمل، وهو ما حدث مع إحدى قريبات اللاعب فؤاد، التي كان سيتزوجها، مثلما فعل مع مغربيات أخريات.