أحالت الأسبوع المنصرم مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان المتهم (م.د) وشقيقه (أ.د) بقتل شخص يضع قدمه لأول مرة داخل مقهى كنديلا على محكمة الاستئناف بتطوان بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة وعدم تقديم مساعدة لشخص في خطر. وتعود وقائع هذه الجريمة إلى ليلة 23 شتنبر 2009 خلال الأيام الأولى لعيد الفطر المنصرم، إذ بينما كان الجاني وشقيقه داخل مقهى كنديلا الواقعة بشارع مكناس بحي المحنش الثاني يلعبان لعبة «البرتشي»، والتي يتردد عليها عدد كبير من شبان الحي للتسلية ولعب الألعاب الإلكترونية وغيرها، حيث تبقى مفتوحة حتى ساعة متأخرة من الليل، دخل شخص غريب لأول مرة إلى المقهى وهو غارق في استهلاك مخدر السولسيون. ومن غير أن يتكلم مع أحد صعد إلى المكان الفوقي للمقهى، غير أن الجاني ما إن لمحه حتى ظل ينظر إليه نظرة اشمئزاز واحتقار، فلم يكن من أمر الهالك إلا أن سأله توا عن سر نظرته بتلك الطريقة ، الأمر الذي لم يرق الجاني، فدخلا في مشاداة كلامية، ثم تطور ذلك فيما بعد إلى عراك بين الطرفين أسفر عن ضرب الجاني للهالك برأسه، ما دفع هذا الأخير إلى أن وضع يده في جيبه واستل شفرة حلاقة ثم ضربه بها على مستوى خده نجم عنه نزيف دموي حاد وغزير. وفي تلك اللحظة تدخل صاحب المقهى وبعض الشبان لفك العراك بين الطرفين، ماجعل الهالك يحاول الهروب عندما شاهد الدماء تنزلق بغزارة من فوق خد الجاني، وعندما شاهده هذا الأخير سبقه إلى باب المقهى بشكل سريع محاولا منعه من الهروب، وبشكل انفعالي، حمل الجاني كرسيا حديديا من كراسي المقهى ووجه للهالك ضربة على مستوى مؤخرة رأسه، جعلته يفقد توازنه توا ويسقط على الأرض، في تلك اللحظة نزل شقيق الجاني، الذي لم يشارك معه في عراكه مع الهالك، لكنه اعترف في محضر الشرطة القضائية أنه وجد الهالك ما يزال يتنفس، على قيد الحياة، وعند رؤيته لشقيقه يفر مغادرا المقهى أطلق رجليه للريح تاركا الهالك مرميا في الأرض إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة دون أن يقدم له المساعدة وهو في حالة خطيرة. من خلال التحريات التي باشرتها عناصر من مصلحة الشرطة القضائية وبتنسيق مع العناصر الأمنية بالمركز الحدودي لباب سبتةالمحتلة تم إيقاف شقيق الجاني صباحا وهو يحاول الدخول إلى سبتةالمحتلة للاختباء هناك، حيث تمت إحالته على مصلحة الشرطة القضائية التي فتحت معه تحقيقا حول ملابسات الجريمة وتفاصيلها والمكان الذي يوجد فيه شقيقه مرتكب جريمة القتل، ومع مباشرة ذات المصلحة الأمنية لتحرياتها ميدانيا تمكنت عناصر الشرطة القضائية من الوصول إلى مكان الجاني و إلقاء القبض عليه، حيث تم تقديمه هو وشقيقه أمام أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بتطوان، بعد الاستماع على التوالي إلى ما يفوق عشرة شهود (النادلين ورواد المقهى)، بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة وعدم تقديم مساعدة لشخص في خطر لتكثيف التحقيق معهما حول هذه الجريمة. وقد علمنا من مصدر أمني أخيرا أنه تم إغلاق المقهى التي شهدت واقعة جريمة القتل انطلاقا من قرار إداري صادر عن ولاية تطوان نص على سحب رخصة المقهى وإغلاقها لمخالفتها الضوابط الإدارية المعمول بها.