أحالت أخيرا مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان المتهم نبيل الملقب ب " بولولو" على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بتطوان بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار باستعمال السلاح الأبيض وتعدد السرقات الموصوفة والضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض واستهلاك المخدرات.وتعود وقائع هذه الجريمة التي وقعت ليلة 24 أكتوبر 2008 إلى توصل مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان بمعلومات تفيد تعرض أحد الأشخاص للضرب والجرح، حيث تم نقله إلى المستشفى المدني بسانية الرمل. ومن خلال الانتقال إلى المستشفى المذكور تبين أن الأمر يتعلق ب المسمى (ب.ب) المصاب بجروح بليغة، وجرح على مستوى القفص الصدري، وخاصة في جهة القلب، وذلك انطلاقا من إفادة الطاقم الطبي للمستشفى. وقد تم الاحتفاظ بالضحية تحت العناية المركزة بقسم الإنعاش بعد أن كان في حالة غيبوبة، مما تعذر معه الاستماع إليه. على ضوء ذلك، باشرت الشرطة القضائية مجموعة من التحريات بمسرح الجريمة، حيت اهتدى عناصرها إلى الجاني، الذي تبين أنه من ذوي السوابق القضائية، كماتم الاهتداء أيضا إلى بعض الشهود الذين عاينوا واقعة الاعتداء بواسطة استعمال الجاني للسلاح الأبيض. ومن خلال تتبع الحالة الصحية للمصاب أفاد المصدر الأمني أنه تم إشعار مصلحة الشرطة القضائية بكون الضحية قد فارق الحياة متأثرا بالجروح البليغة التي أصيب بها ليلة 24 أكتوبر 2008، وتم إيداعه بمستودع الأموات في انتظار إجراء طبي عليه لتحديد ظروف الوفاة. وأمام ذلك عملت مصلحة الشرطة القضائية على القيام بعدة عمليات بحث قصد إيقاف الجاني، حيث تكللت جهودها بإيقافه على مشارف حديقة الشلال واقتيادة إلى المصلحة المذكورة لمواصلة البحث معه. في السياق ذاته، تم التوصل كذلك إلى خمسة أشخاص كانوا حاضرين ليلة وقوع الاعتداء، حيث كانوا يتعاطون للمخدرات القوية، والذين تم الاحتفاظ بهم تحت الحراسة النظرية إلى غاية تعميق البحث معهم حول قضية الجريمة. وبعد استجماع المحققين لعدة قرائن من خلال أطوار البحث والتحريات وإفادة الشهودتمت مواجهة الجاني بكل ذلك، فلم يجد بدا من من الاعتراف بارتكابه للجريمة المذكورة، حيث أقر أنه كان على معرفة بالضحية ( ب.ب) قيد حياته كأحد أقارب المدعوة (أ.م) التي يكن لها الحقد والعداوة بعد تعرضه لاعتداء تسببت له فيه من خلال تحريضها لأحد أفراد عائلتها عليه، والذي قام بضربه وجرحه على مستوى وجهه. كما اعترف الجاني في المحضر قائلا إنه ليلة وقوع الجريمة جالس خمسة من رفاقه لتعاطي المخدرات والخمور، وفي غضون ذلك انفرد بأحدهم، حيث قرر سرقته في الأخير بعدما علم أبحوزته مبالغ مالية، فتمكن منه فعلا عن طريق تهديده بالسلاح الأبيض، وفي طريق فراره صادف الضحية بحي الحدادين بالطرنكات، فنشب خلاف بينهما، وتبادلا الضرب والجرح، حيث أصيب على إثره بجرح على مستوى عنقه، ما جعله يقرر في الحال تنحيته وتصفيته جسديا، بعلمه أن الضحية من أقارب المدعوة ( أ.م)، وبتعمده وجه له عدة طعنات بمدية كانت بحوزته، فأصابه بإحدى الطعنات جهة صدره، ماتسبب في فقدان الضحية للتوازن وسقوطه على الأرض. ومباشرة بعد ارتكابه لجريمة القتل لجأ الجاني إلى باب المقابر محتميا بإحدى المغارات هناك، وبقي مختفيا إلى أن وصل إلى علمه أن خصمه فارق الحياة، ففكر في الفرار واللجوء إلأى إحدى المناطق الجبلية بالريف، حيث يقطن هناك بعض أقارب عائلته، وفي طريقه عبر حديقة الشلال المؤدية إلى المحطة الطرقية باغتته عناصر من الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان يوم 26 أكتوبر 2008 التي كانت في بحث جاد عنه من خلال قيامها بحملات تمشيطية لمجموعة من الامكنة التي كان يتردد عليها الجاني، الذي تبين للمصلحة الأمنية المذكورة أنه أحد العناصر الإجرامية الخطيرةالذي كان من ضمن المبحوثين عنهم من أجل عدة سرقات موصوفة والضرب والجرح بالسلاح الأبيض، علاوة على كونه من ذوي السوابق القضائية. وقد تم تقديمه أواخر شهر أكتوبر 2008 إلى النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بتطوان بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار باستعمال السلاح الأبيض وتعدد السرقات الموصوفة والضرب والجرح باستعمال السلاح الابيض واستهلاك المخدرات.