أربك الفوز الذي حققه المنتخب الوطني أول أمس الأربعاء على بلجيكا بأربعة أهداف لواحد حسابات الجامعة بخصوص اختيارها للمدرب المقبل للمنتخب، إذ أنه سيقوي مكانة المدرب الوطني، سيما أن المنتخب قاده المدير التقني الوطني جمال فتحي. وبدا المنتخب الوطني وهو يواجه المنتخب البلجيكي ببروكسيل بملعب الملك بودوان، كأنه يخوض المباراة بالمغرب وليس ببلجيكا، إذ فاق عدد الجماهير المغربية نظيرتها البلجيكية، بل إن النشيد الوطني البلجيكي قوبل بالصفير من طرف الجمهور، في الوقت الذي تم فيه ترديد النشيد الوطني المغربي، في سيناريو مشابه لما حدث في مباراة المغرب وفرنسا بسانت دوني. كما وجد اللاعب مروان فلايني الذي اختار حمل القميص البلجيكي بدل المغربي نفسه في موقف حرج، إذ كلما تلقى الكرة كان يقابله الجمهور بالصفير، قبل أن تتزايد حدة احتجاج الجمهور عليه بعد دخوله في مشاداة مع بدر القادوري. ونجح المنتخب الوطني في رد الاعتبار لنفسه أمام المنتخب البلجيكي وهو يهزمه بأربعة أهداف لواحد، إذ سبق له أن خسر أمامه سنة 1999 لما كان الفرنسي هنري ميشيل مدربا له بأربعة أهداف دون مقابل على أرضية الملعب ذاته. وعجز المنتخب البلجيكي الذي بات يشكل حلقة ضعيفة في الكرة الأوروبية، إذ سيغيب عن نهائيات كأس أوروبا في فرض سيطرته على المباراة، وسمح للمنتخب الوطني بالتحكم في زمامها، الأمر الذي مكن العناصر الوطنية من هز الشباك أربعة مرات بواسطة كل من سفيان العلودي في الدقيقة 14 وطارق السكتيوي في الدقيقة 35 ونبيل الزهر(85) وعبد السلام بنجلون(الدقيقة 90)، بينما أحرز للمنتخب البلجيكي هدفه الوحيد اللاعب ويتسيل أكسيل في الدقيقة 50. وكشفت المباراة أن اللاعبين المنضمين حديثا للمنتخب الوطني قد نجحوا في تقديم أداء جيد، كما هو الشأن بالنسبة لمراد عيني لاعب الرجاء واللاعبين الأولمبين هرماش والزهر وبنجلون، إذ تمكنوا من تقديم الإضافة والرفع من إيقاع المباراة بسرعتهم، وحسن تموضعهم، بل إن مدافعي المنتخب البلجيكي وجدوا صعوبة كبيرة في إيقاف اللاعب نبيل الزهر المحترف ضمن ليفربول الإنجليزي. ورغم أن هذه المباراة كانت هي الأولى للزهر وبنجلون مع المنتخب الأول فإنهما تمكنا من ترك بصمتهما الواضحة وهزا الشباك. واعتبر المدرب الوطني جمال فتحي في تصريحات صحفية عقب المباراة بأن هذا الاختبار الودي كان مفيدا للعناصر الوطنية، لأنه ساهم في الرفع من معنويات اللاعبين بعد إحباط دورة غانا، وجعلهم يتصالحون مع الجمهور المغربي، مشيرا إلى أن روحا معنوية كبيرة أظهرها اللاعبون الذين بدوا عازمين على حد قوله على تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة، مبديا استعداده لخدمة المنتخب الوطني في المرحلة المقبلة سيما في تصفيات كأس العالم 2010. ولم يفت جمال فتحي أن ينوه بالأداء والاحترافية التي أبان عنها لاعبو المنتخب الوطني في هذه المباراة. من جانبه قال مدرب المنتخب البلجيكي فاندريكين، إن المنتخب المغربي فاجأ لاعبيه بالمستوى الذي أظهره وبتضييقه للمساحات ثم بسرعة لاعبيه الأمر الذي مكنه من تحقيق نتيجة الفوز، مشيرا إلى أن المنتخب المغربي قوي تقنيا فضلا عن أن هناك تجانسا كبيرا بين لاعبيه.