في غفلة من الزمن خطفوا الحكم بالقوة والدهاء، بالمناورات والدسائس و(التحراميات) وحين اكتشفوا أن هذه الدار تجارة مربحة أكثر مما كانوا يتصورون ضربوا بقوة وأدخلوا جذورهم إلى أعماق تربتها وشيدوا بعد ذلك جدارا عازلا حتى لا يقترب أحد ويسلبها منهم كما سلبوها من غيرهم. محور الشر هذا يتزعمه داهيتان أحدهما يحمل رشاشة ويجعل من هذه الدار ثكنة من ثكناته، هولاكو زمانه لا أحد يستطيع أن يكسر شوكته ولا هيبته والثاني يحمل العديد من القوالب (ماشي ديال السكر) يحول هذه الدار إلى شركة للتأمين على مستقبله ومستقبل أولاد أحفاده. إذا كان رب البيت للدف ضارب *** نقطة فشيمة أهل البيت كلهم الرقص وأهل البيت هؤلاء الذين يدارون بأجهزة التحكم عن بعد وعن قرب (ماشي ساهلين) كما يظن البعض فغالبيتهم ذئاب مستنسخة من جينات أسيادها تعرف كيف تخرج من هذا الكسكس بحمص يشفي غليل جُوعِهَا وأتلذد شامتا بتحويل بيت الشعر أعلاه إلى بيت شعري متهكم يفضحهم: إذا كان رب البيت من الطنجرة غارفا *** فشيمة أهل البيت التغماس وأعرف أنه ليس من حقي أن أخلط الصالح بالطالح فإني أعتذر من شرفاء هذه الدار، على قلتهم، حين أقول أن هذه الدار أصبحت مرتعا لمن يريد أن يلتحف بالفريق ويلبس القميص عليه أن يتخلى عن رجولته ويتسلح بالنفاق والمجاملة والكثير من الغباء والركوع والانبطاح ويحفظ عن ظهر قلب قواعد الانتماء لهذه القبيلة،ولا يتحرك تحت الكواليس إلا بموافقة عميدي الفريق (مول الكلاشينكوف ومول القويلبات) قد نكون مصابين بداء عدم التأثير والحسم والفعالية لكننا بعيدون نهائيا على أن نكون مصابين بفقر الوعي والفهم والاستيعاب. فأزمة هذه الدار قد طالت وحكايتها صدأت ورائحتها أزكمت الأنوف وهيجتها... وما يزيد الكسكس بلة وحموضية أن لا ترى في الأفق سبيلا للخلاص وأن يظل المستقبل هكذا محيرا يلفه غموض دراماتيكي، وأن يظل الانتظار، للأسف، هو الخيار الوحيد. وإذا طلع كل هذا الكلام من بين أضلعي فليس لأنه لدي موهبة التطاول والتجرؤ وأريد أن أجربها على بعضهم، بل لأني كغيري أتعذب وأتوجع ولا أريد أن أكون قليل دين وتربية ولا أن أخدش الوقار والتيقار فقد علموني في صغري أن أحترم من هم أكبر مني سنا، وأخبروني أن دين الإسلام بصر على احترام وطاعة أولياء الأمور.. كنت أتمنى أن أهتف بأسماء أولياء أمورنا أن أرشهم بالماء المعطر أن أستقبلهم بالزغاريد حتى ولو رفضت هرموناتي الذكورية ذلك.. أفعل ذلك بشرط أن تكون لهم رغبة حقيقية للعمل، وحتى لا أنسى أذكر أن من سيتوصل إلى معرفة اسم وموقع الدار التي تحدثت عنها سيفوز معنا بجائزة عبارة عن... (كورة مفشوشة) رديئة الصنع.. هاذ الشي اللي عطى الله.. * إطار وطني