مساء يوم الجمعة المنصرم اهتزت قاعة الجلسات في المحكمة الابتدائية بطنجة ضحكا حين كان المتهم الرئيسي (ابراهيم) في الشبكة المختصة بالنصب والاحتيال على طريقة «السماوي» يشرح لهيئة المحكمة كيف كان ينصب على المواطنين بطنجة والرباط البيضاء، وكيف استطاع أن يسلب مبلغ 75 ألف درهم من (كريمة) ومبلغ 14 ألف درهم من نوال ومبلغ 17 ألف درهم من (السعدية). وبشكل تلقائي حكى (ابراهيم) تفاصيل وطريقة استيلائه على مبالغ مالية مهمة من الضحايا. وتتلخص هذه التفاصيل في أنه يتقدم إلى الضحية بالشارع ، ويسألها عن مسجد أو عشاب أو أي شيء من هذا القبيل، حيث يكون ذلك الشيء غير موجود بالمنطقة. وبعد أن تجيبه الضحية بكونها لا تعرف الوجهة، يمر شخصان من زملائه في النصب على أساس أن (ابراهيم) لايعرفهما، ويسألهما نفس السؤال لإثارة انتباه الضحية. وحيث ترغب الضحية في المغادرة يمنعها النصاب بكلامه ليفيدها بنصيحة وهي أن تشتري كمية من التمر والحليب وتتصدق بهما على الفقراء يوم الجمعة، وذلك لدفع العين أو السحر عنها. ونفس الشيء يصرح به لزملائه، حيث تبدأ عملية النصب ويقوم بتجربة أمامهم في الشارع بعدما يفيد أحد زملائه على أنه مصاب بالعين، وخلال ذلك تنفرد كل من المتهمة الرابعة (مينة) والمتهم الثالث (عبد السلام) بالضحية ليسألاها عن اسمها والمشاكل التي تعانيها. بعد ذلك يطلب (ابراهيم) منها المشي 10 خطوات والعودة إليه وينفرد بالضحية، حيث يخبرها بأن الشخصين يتوفران على 2000 درهم في جيب أحدهما ومبلغ 20 ألف درهم بالمنزل. وبعد عودة زملائه في النصب يسألهما عن المبلغ الذي في حوزتهما، فيكون الجواب هو 2000 درهم، ومبلغ 20 ألف درهم في المنزل فتستغرب الضحية من صحة هذه المعلومات لتضع ثقتها فيه. لذلك يطلب منها أيضا أن تمشي خطوات وتعود حتى يطرح عليها السؤال المباشر إن كان المبلغ المالي الذي تتوفر عليه، به ما يسمى «بالتابعة» وأنه يتوجب عليها إحضاره لكي يقرأ عليه النصاب بعض الآيات ويخرج منه ذلك السحر. كما يطلب النصاب من الضحية ألا تكلم أحدا في الوقت الذي سوف تتوجه فيه لإحضار المبلغ المالي أو الحلي، وذلك لمدة 17 يوما حتى يبارك الله في هذا العمل. وحتى يزيد الضحية ثقة، فإنه يقوم بتجربة أمامها حيث يحمل حجرة صغيرة ويريها لها وبسرعة يغيرها بقطعة من المعدن (اللدون) الذي به بعض الشعيرات، ويضعها في يدها بدون أن ترى وبعد لحظة وجيزة تفاجأ الضحية بأن القطعة الحجرية تحولت إلى قطعة من المعدن. وهنا تثق بكلامه فتنفذ طلبه بإحضار النقود أو الحلي، فتحمل النقود وتعود للنصاب الذي يكون منتظرا فتسلمها له، ليطالبها بأن تمشي 50 خطوة لإحضار مفتاح ستجده في الخطوة رقم (50). وعندما تعود لاتجد أثرا للنصابين الثلاثة الذين يكونون قد امتطوا سيارة يتكلف المتهم الأول (نوح) بقيادتها. وبعد ادخال الملف إلى المداولة قضت المحكمة بإدانة كل من (ابراهيم ح) 42 سنة و(نوح. ت)، 49 سنة بسنتين و6أشهر حبسا نافذة لكل واحد منهما وغرامة نافذة قدرها 10آلاف درهم. كما حكم على المتهم الثالث (عبد السلام. ع) 46 سنة بسنة و6 أشهر حبسا نافذة وغرامة قدرها 3000 درهم، وإدانة المتهمة الرابعة ب:10 أشهر حبسا نافذة و2000 درهم غرامة. فيما قضت هيئة المحكمة برئاسة ذ. الشركي محمد بأداء المتهمين الأربعة تضامنا المبالغ المالية التي سلبوها من الضحايا.