في خضم تلقيه ضربة الناخبين الفرنسيين في نتائج الدور الأول من البلديات، ووسط انشغالاته الرسمية المكثفة، لازال ساركوزي يجد الوقت الكافي لتصفية حساباته العاطفية، حتى إنه تسبب قبل يومين في إرسال طليقته سيسيليا الى الكوميسارية للاستماع إلى أقوالها على علاقة بقصة توصلها برسالة قصيرة من طرفه، زعم موقع جريدة «لونوفيل أوبسيرفاتور» أنها تضمنت عبارة «لو تقبلين العودة، سألغي كل شيء»، أياما فقط قبل زواجه الأخير من عارضة الأزياء الإيطالية كارلا بروني . واستنادا إلى قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية التي أوردت الخبر، فقد نفت سيسيليا أن تكون تلقت رسالة هاتفية قصيرة من طرف ساركوزي أياما فقط قبل زواجه الأخير، خلال الاستماع إليها يوم الجمعة من قبل الشرطة القضائية بصفتها شاهدة، في وقت يرى فيه الكثير من الفرنسيين أن إقحام طليقة الرئيس في هذه القضية أسابيع قليلة قبيل إعلان التحضير لزواجها من رجل الأعمال اليهودي المغربي ريشارد عطية بيويورك، هو «هدية زفاف مسمومة». وساعات قليلة قبيل الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية الفرنسية اعترف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه ارتكب أخطاء، في إشارة إلى التراجع المثير والسريع في نسب شعبيته لدى الرأي العام الفرنسي الذي عاقب سياسة حاكم قصر الإيليزي بتجريده من الأغلبية في الدور الأول من الانتخابات البلدية التي جرت أول أمس الأحد. وقال ساركوزي في مقابلة له مع صحيفة «لوفيغارو»، المقربة من دوائر اليمين الفرنسي، «لقد ارتكبت أخطاء، ولا أغفر لنفسي ما ارتكبته لكنني أعتقد أنه من المفيد دائما التحدث عن السلبيات»، مضيفا أنه يعترف بأن عدم تمتعه بالشعبية اللازمة يمكن أن يجعل خططه لإجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية واسعة أكثر صعوبة وأكثر تعقيدا. هذا، وقد أفاد استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن فرنسيا فقط من أصل ثلاثة ما زال يثق في الرئيس ساركوزي الذي وصل إلى الحكم قبل عشرة أشهر ولم يكمل بعد السنة، فيما تشير أنباء أخرى إلى احتمال لجوء الرئيس الفرنسي إلى إجراء إصلاحات كبرى قد يبدأها بتعديل وزاري سيحمل تعيين شخصيات يسارية مرموقة ضمن الفريق الحكومي الذي يقوده فرانسوان فيون . ومباشرة بعد إعلان نتائج الدور الأول للانتخابات البلدية الفرنسية التي جرت أول أمس الأحد، بدأ الرئيس الفرنسي برنامجه ليوم أمس الاثنين باستقبال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الذي يزور فرنسا في إطار زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام سيعقد خلالها لقاءات مع الرئيس نيكولا ساركوزي حول قضايا الشرق الأوسط، كما سيبحث مع المسؤولين الفرنسيين قضية ثلاثة جنود إسرائيليين مخطوفين، اثنان منهم لدى حزب الله اللبناني فيما تأسر حركة حماس في غزة الجندي الثالث وهو جلعاد شليط، بحسب ما أعلنت عن ذلك الإذاعة العبرية. وقبيل زيارته لباريس، صرح الرئيس الإسرائيلي في مقابلة له مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية بأنه لا يوجد بلد ساعد إسرائيل كما ساعدته فرنسا، مشيرًا إلى أن فرنسا اضطلعت بدور مهم خلال إنشاء إسرائيل، مضيفا قوله: «هذه الزيارة توجز 60 عامًا من تاريخ إسرائيل اضطلعت خلاله فرنسا بدور بالغ الأهمية، ولقد جئت لأقول لها شكرًا، فخلال إنشاء إسرائيل اضطلعت فرنسا بدور مهم، وبفضلها تمكنا من الحصول على أسلحة للدفاع عن حياتنا»، على حد قوله.