كأن ساركوزي اختار دفء مراكش الربيعي وخلوة جدران دوره العتيقة ورقة عيون زوجته الإيطالية الجديدة، لينسى، بعيدا عن أحزان الماضي، شريط ذكرياته الحلوة والمرة مع طليقته السابقة، سيسيليا. الأخبار عن الرئيس الفرنسي وحياته العاطفية تأتي دائما متأبطة الصدفة، حتى إنها تلتقي مع أخرى لتصبح سيناريوها محبوك المشاهد ومليئا بعناصر التشويق، فلما اختار ساركوزي وكارلا بروني مراكش نهاية الأسبوع الماضي ليحتفلا بعيد الفصح المسيحي، كانت طليقته سيسيليا تقف وراء آخر ترتيبات حفل زفافها بنيويورك أمس من المغربي اليهودي الفاسي ريشار عطية. فداخل مقر منزل زوجها الجديد بمنطقة «الكانتيكيت»، الذي تقدر قيمته العقارية ب300 مليون دولار أمريكي، انطلقت يوم الجمعة الأخير احتفالات الزفاف بين سيدة فرنسا الأولى السابقة وبين قطب الدعاية ورجل الأعمال اليهودي المغربي وسط قائمة ضيوف من نوع خاص لم تتجاوز 200 مدعو ومدعوة. سيسيليا التي تخلت عن لقب السيدة الأولى لقصر الإليزيه، وتخلت عن الطموحات السياسية لزوجها السابق، ارتمت أخيرا في ما وصفته بأحضان «حب حقيقي لم تذق طعمه من قبل»، وهو ذاته الحب الذي انتهى بزواج وصفته الكثير من المصادر الصحفية الفرنسية ب«الساخن» على المستوى السياسي والإعلامي. ففي مقال مطول عن طليقة ساركوزي، كشفت مجلة «ليكسبريس» الفرنسية أول أمس، أن زواج سيسيليا وريشار عطية لم يمر من غير عواصف في صالونات تحرير الصحف الفرنسية، حتى إن مجلة «باري ماتش» الشهيرة رفضت الفوز بسبق صحفي من خلال تغطيتها على الغلاف لهذا الحدث، خشية ردة فعل قصر الإليزيه. الصحف الأمريكية من جهتها وجهت تحية ماكرة إلى ساركوزي بمناسبة زواج طليقته في نيويورك، ففي مقال نشرته صحيفة «نيويورك بوسط» اختارت له من العناوين «انسي باريس، صباح الخير نيويورك»، احتفل الإعلام الأمريكي بطريقته بالسيدة الأولى السابقة لفرنسا ونشر لها صورا عديدة مع عريسها الجديد وهما يتنقلان بين أفخم شوارع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحسب صحيفة «لوباريزيان»، فقد اختار ريشار عطية، المزداد سنة 1959 بفاس، أن يكون الشاهد على زواجه هو إيلي ويسيل، اليهودي الحائز على جائزة نوبل للسلام، فيما تسببت سيسيليا بخبر زواجها في رفع مبيعات دار الأزياء الإيطالية «فيرساتشي» بعد أن أفشت هذه الأخيرة خبر تصميمها لفستان فرحها، قبل أن تقرر سيدة فرنسا الأولى سابقا إلغاء طلبيتها لاستغلال دار الأزياء حدث زفافها في التسويق لصورتها.