وقف عمال بناء بحديقة تاريخية بفاس وهم يقومون بعملية حفر بغرض إعادة الحياة لهذه الحديقة على رفات عدد من الأموات، وذلك منذ ما يقرب من أسبوع. وبمجرد علمها بالخبر، سارعت السلطات المحلية إلى عين المكان بالحديقة المعروفة ب«جنان السبيل» بالمدينة القديمة. وطبقا لمصادر مطلعة، فقد قامت الشرطة العلمية بنقل هذه الرفات لإجراء الخبرة عليها. وتوقفت الأشغال لأيام قبل أن تتواصل مرة أخرى. وبمجرد استئنافها، عثر مجددا مساء يوم السبت الماضي على رفات أخرى، وهو ما استدعى تنقل السلطات العمومية مرة أخرى إلى الحديقة لنقلها، وأصدرت الأخيرة تعليمات بوقف الأشغال وإرجائها إلى أجل لاحق. وتتكتم السلطات حول هذا الموضوع، في حين لا تستبعد بعض الفعاليات الجمعوية بالمدينة احتمال أن تكون الرفات التي تم العثور عليها مؤشرات على وجود «مقبرة جماعية» تعود إلى بداية التسعينيات من القرن الماضي، وبالتحديد إلى 14 دجنبر 1990، وهو التاريخ الذي شهد أحداث عنف ومواجهات دامية بين الساكنة ومختلف أجهزة الأمن. وكانت هذه الأحداث قد تزامنت مع الإضراب العام الذي دعت إليه النقابات المركزية وأذكته الأوضاع الاجتماعية لهوامش فاس. وخلفت الأحداث عشرات القتلى وعددا من الجرحى والمعتقلين. مصادر مسؤولة بفاس رفضت التعليق على الموضوع، مشيرة إلى أنه يصعب الحديث عن مثل هذه القضايا في غياب معطيات علمية مؤكدة. وجاء اكتشاف هذه الرفات في وقت تعمل فيه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بتعاون مع المجلس الجماعي للمدينة على إصلاح هذه الحديقة التي تعرضت للإهمال وأصبحت ملاذا للمشردين والمتسكعين، طبقا لمصدر يعمل بالحديقة. المصدر ذاته أشار إلى أن الحديقة، التي تعرف كذلك بحديقة المسيرة الخضراء، مهددة بسبب ترامي البعض على أجزاء منها لاستغلالها في إقامة مشاريع خاصة. ويذهب المصدر إلى أن أحد تقنيي الحديقة تعرض لتهديدات بعد أن اشتكى هؤلاء إلى والي المدينة. وبالرغم من أن أوراش البناء قد توقفت، فإن التهديدات الموجهة إلى هذا التقني لاتزال مستمرة، يضيف المصدر ذاته.