لا يُخفي حسن السمغوني، رئيس «Washington Moroccan Club»، امتعاضه من لائحة ممثلي الجاليات المغربية المقيمة في الخارج التي تم الإعلان عنها قبل أسابيع. يقول السمغوني إن اختيار ممثل واحد للجالية المغربية المقيمة في الولاياتالمتحدة هو تحقير لتلك الجالية التي يمكن أن تلعب دورا حيويا للدفاع عن مصالح المغرب الدبلوماسية في أقوى بلد في العالم. «المساء» اتصلت بالسيد السمغوني وأجرت معه الحوار التالي: - ما هي أبرز مؤاخذاتك على لائحة ممثلي الجالية المغربية المقيمة في الخارج؟ < المؤاخذات كثيرة ومتعددة، أبرزها عدم الإجابة عن أسئلة من قبيل: كيف تم التعيين؟ وما هي المقاييس التي تم الاعتماد عليها خلال تلك العملية، وخصوصا كيفية توزيع الممثلين؟ فهل كان المقياس مثلا ديمغرافيا أم جغرافيا أم اقتصاديا؟ - هل تشعر بأن اللائحة همّشت مغاربة الولاياتالمتحدة مقارنة بمغاربة أوربا؟ < طبعا، وهذا شيء واضح وجلي. التمثيلية لم تأخذ في حسبانها أبدا دخل المغاربة الفردي في أمريكا والذي يساوي ضعف دخل المغاربة في أوربا ثلاث مرات على الأقل. كما لا يمكننا أبدا تجاهل واقع أن الجالية المغربية في أمريكا، من الناحية الاستراتيجية، أكثر أهمية من نظيرتها في أوربا، وتأتي تلك الأهمية التي تكتسيها من المكانة التي تحتلها الولاياتالمتحدة في العالم حاليا ومن الدور الذي تلعبه واشنطن في القضايا التي تمس المغرب في الوقت الراهن. فالقرار الدولي الحاسم يوجد في واشنطن وليس في أوربا، وخير مثال على ذلك هو مفاوضات الصحراء التي تجري في مانهاست في ضواحي نيويورك وليس في باريس أو بروكسيل. - بعض المهاجرين المغاربة في منطقة واشنطن قالوا إن التهميش جاء أساسا لأن أصحاب القرار في المغرب من المفرنسين الذين لا يجيدون الحديث بالإنجليزية، ما رأيك في الموضوع؟ < المسألة واضحة للعيان ولا تحتاج لتدقيق، فحتى الدول الإفريقية المتحدثة بالإنجليزية ليست ممثلة في المجلس، وبريطانيا والولاياتالمتحدة ممثلتان بسيدتين... المجلس تأثر بالخلفية الفرنكفونية للسيد اليزمي، وأعتقد أن ماضيه كلاجئ سياسي في فرنسا طبع اختياراته. يقولون إننا بعيدون عن الوطن وإن هناك حاجز اللغة، لكنني كمغربي عندما أحضر اجتماعات المجلس فالمفروض أن أستعمل اللغة المغربية وليس الفرنسية... تنصيب المهاجرين لا يجب أن يكون بمنطق الفرنكفونية. - ما هي أسباب اعتراضك على اختيار السيدة نادية سرحاني لتمثيل المغاربة في أمريكا؟ < ليست لدي مؤاخذة شخصية ضدها، مشكلتي فقط هي طريقة الاختيار وعدد المرشحين الذين تم اختيارهم. اختيار نادية سرحاني كامرأة كان موفقا، لكن عدا ذلك لم يتم تمثيل الجالية بالشكل الكافي. - هل تعتقد أن سرحاني تمتلك المؤهلات المناسبة لتمثيل المغاربة في أمريكا في هذا الوقت الحساس من تاريخ قضية الصحراء؟ < أولا، السيدة سرحاني لا تملك الصفة القانونية لتمثيل المغاربة المقيمين في الولاياتالمتحدة، لأن الفصل الأول من الظهير المحدث للمجلس الأعلى للجالية المغربية يتحدث عن هيئة استشارية وليس تمثيلية. ثانيا، أنا لا أريد التقليل من شأن السيدة سرحاني، لكنها لا تمتلك التجربة السياسية المناسبة للحديث باسم الجالية المغربية في أمريكا ولا الدفاع عن مصالح المغرب. لا يمكن لسرحاني أن تقوم بذلك لأنه أمر يتطلب عددا كبيرا من الأشخاص الذين يتوفرون على شبكة من المعارف والمسؤولين... هناك مغاربة مؤهلون للقيام بذلك الدور، لكن تم استبعادهم للأسف. «هاديك السيدة غير تعداو عليها» ولا أعتقد أنها كانت تسعى وراء تلك المهمة. - بعض المهاجرين استاؤوا جدا من تعليقات أدليتَ بها، تقول فيها إن اختيار امرأة لتمثيل المغاربة في أمريكا تحقير لهم، ما تعليقك على ذلك؟. < أنا لا أحتقر المرأة أبدا، لكن أن يتم تمثيل المغاربة في أمريكا بشخص واحد سواء كان رجلا أو امرأة، فذلك فيه تحقير للمهاجرين الذين يخدمون بلدهم بصمت... - هل حضرت الجلسة التي عقدها مبعوث المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان إلى أمريكا خلال جولة المشاورات التي أجراها قبل الإعلان عن لائحة المرشحين لتمثيل المغاربة في الخارج؟ < السيد المودن هو من حضر إلى واشنطن وزار كلا من بوسطن ونيويورك، وهذه المناطق لا تغطي الولاياتالمتحدة. لا يمكن أن تبحث عن عقول المغاربة بتلك الطريقة، خصوصا وأنه في ذلك الوقت كانت هناك إشاعات قوية حول تخصيص كوطا للنساء، ولهذا تم بالفعل التركيز خلال الزيارة على النساء. رحلة أمريكا لم يحاور فيها المودن أحدا، بل التقى مغاربة اشتكوا من ارتفاع ثمن التذكرة ومشاكل إدارية تواجههم في المغرب، وهذا كل ما في الأمر، فكيف يمكن القول إنه تم إجراء مشاورات مع أفراد الجالية في أمريكا؟ - وماذا قدمتم أنتم للجالية المغربية حتى تتحدثوا باسمها؟ < أنا لا أتحدث باسم الجالية المغربية وأتحدث فقط باسم أعضاء النادي الذي أرأسه. من ناحية أخرى، نادي واشنطن الذي أرأسه شارك في خمس مناسبات لجمع التبرعات لمرشحين ديموقراطيين وجمهوريين يتنافسون من أجل الوصول إلى البيت الأبيض. ومن المقرر أن نلتقي بالمرشح جون ماكين لأنه صوت لصالح إطلاق سراح الأسرى المغاربة الذين كانوا محتجزين لدى الجزائر.