قال حسن بنعبيشة الدولي السابق ومساعد مدرب الكوكب المراكشي حاليا، إن عزيز بودربالة عبر عن رأيه بصدق وأن المفروض احترام رأيه لا مصادرته، وقال ل«المساء»، إن بودربالة عرف بصراحته وإن ماقاله ظل كثيرون يرددونه دون أن تكون لهم الجرأة على الإفصاح عنه. من ناحية أخرى قال بنعبيشة إن من الأفضل للمنتخب الوطني أن يتعاقد مع مدرب وطني، وقال إن الزاكي وفتحي جمال الأصلح لقيادته في المرحلة الحالية. - من هو المدرب الأصلح لقيادة المنتخب الوطني في المرحلة الحالية؟ < أتصور أن المنتخب الوطني اليوم في حاجة إلى مدرب مغربي لقيادته، فقد مللنا حقا من أسطوانة المدربين الأجانب وتعبنا منها. في المغرب لدينا أطر تقنية لديها مستوى عال، وحققت نتائج إيجابية سواء مع الفرق أو المنتخبات الوطنية، وحتى عندما نعود شيئا ما إلى الوراء سنجد أن المنتخبات الوطنية حققت نتائج جيدة مع المدربين المغاربة، فالزاكي قاد المنتخب إلى المباراة النهائية لكأس إفريقيا بتونس 2004، وفتحي جمال بلغ نصف نهاية كأس العالم للشبان بهولندا 2005، وكان قريبا من تأهيل المنتخب الأولمبي لدورة بكين، لولا أن مشاكل كثيرة صادفته في الطريق، فاخر بدوره أهل المنتخب إلى دورة غانا بدون خطأ، لكن للأسف لم تعطه الفرصة ليواصل مهمته. هناك أيضا مديح والعامري وعدد كبير من الكفاءات المهمة. - معنى هذا أنك مع تولي إطار مغربي للمهمة؟ < هذا أمر لاشك فيه، فالمدربون الأجانب أخذوا فرصتهم وزيادة، دون أن يصنعوا الأفراح، ودون أن يحققوا نتائج إيجابية، فعدد منهم تعرض للإقصاء في الدور الأول في كأس إفريقيا، فلماذا لا نمنح الفرصة كاملة للأطر الوطنية، علما أن أمامنا نموذج منتخب مصر الذي نجح بكفاءات مصرية في تحقيق اللقب الإفريقي لمرتين متتاليتين، فلماذا لا نقوم نحن أيضا بالأمر ذاته. وعندما أتحدث عن إسناد المهمة لإطار وطني فإنني لا أتحدث من فراغ، ذلك أنه سيكون قريبا من اللاعبين من الناحية النفسية، وهي مهمة جدا لأي منتخب أو فريق، كما سيتابع اللاعبين والبطولة الوطنية باستمرار، وهو أمر بإمكانه أن يبث الحماس في اللاعبين ويدفعهم للعطاء، كما سيمنح له فرصة إقامة معسكرات طويلة، والاستعانة بمحترفين أو ثلاثة. - ومن ترشح من المدربين المغاربة لتولي المهمة؟ < كما قلت لك هناك عدد كبير من الأطر المغربية، لكن بحكم القرب من مجموعة اللاعبين المتواجدين حاليا، فإنني أرى أن بادو الزاكي أو فتحي جمال بإمكانهما تولي المهمة وقيادة المنتخب الوطني، فهم أكثر قربا من اللاعبين ويعرفان مؤهلاتهما ولهما تجربتهما المهمة، وأنا متأكد من أن أي واحد منهما أو هما معا، سينجحان في مهمة قيادة المنتخب الوطني. وأنا أرى أننا يجب أن لا نقتصر على مدرب واحد، وإنما على طاقم تقني متكامل، يضم لاعبين دوليين سابقين ممن لديهم تكوين جيد في مجال التدريب، فهنري ميشيل لو كان بجواره لاعب من حجم بودربالة أو الحداوي من المؤكد أنه كان سيساعده كثيرا،فمصير المنتخب لا يجب أن يقرره شخص واحد، مادام أن شعبا بأكمله ينتظر ما الذي سيحققه. فلو أخذنا مثلا تجربة الزاكي في الفترة التي أشرف فيها على تدريب المنتخب الوطني، فالزاكي لم ينجح لوحده وإنما كان معه مدرب كفؤ هو عبد الغني الناصري نعرف القدرات التي يتوفر عليها، وأي واحد منهما لا يمكن أن ينسب النجاح لنفسه وإنما للعمل الجماعي. - لماذا لا نجد الدوليين القدامي داخل الإدارة التقنية الوطنية؟ < أعتقد أن المسؤولية لا يتحملها اللاعبون، فاللاعب الدولي الذي قضى سنوات في ملاعب الكرة وخضع لتكوين مهم، لا يمكن أن يستجدي العمل، فله كرامته واسمه الذي يجب أن يحترم لذلك فالمفروض أن تكون هناك متابعة من طرف المسؤولين لهؤلاء اللاعبين وتمنحهم فرص العمل ليدفعوا بالكرة المغربية قدما، ففي فرنسا مثلا فإن الإدارة التقنية تقوم بعمل كبير لديها إحصائيات وأرقام متعلقة بجميع المدربين، وتتابع تكوينهم وتقوم بتنقيطهم وتوجههم، ولديهم ودادية للمدربين بالمعنى الحقيقي للكلمة، لذلك فعندما تحدث بودربالة وبصيرعن ضرورة إسناد المهام لأبناء الميدان، وللاعبين الذين زاولوا الكرة فإنهم لم ينطلقوا من فراغ، فمن سيعرف حاجيات الرياضيين ومن سيتابعهم هم أبناء الميدان الذين قضوا سنوات طويلة في الملاعب. فمن العيب أن يعيش اللاعبون القدامى التهميش واللامبالاة، وإذا ما قالوا رايهم بصراحة توجه لهم سهام الانتقاد. - كيف تنظر للتصريحات التي أطلقها عزيز بودربالة؟ < أتصور أن ما قاله بودربالة كان كثيرون يتداولونه في المقاهي وفي الجلسات المغلقة دون أن تكون لهم الجرأة على الجهر به، وأعتقد أنه لم يسبق لأي أحد أن صرح بمثل ما صرح به بودربالة، لقد كان جريئا لحدود كبيرة، وهذا هو بودربالة الذي نعرف، فهو لن يتراجع عن كلامه وسيظل يؤكده لأنه صريح. - وأنت هل توافقه على ما قال؟ < المسألة في اعتقادي ليست أن أوافقه أو لا، فعدد من الأفكار أتقاسمها مع بودربالة، وأخرى قد لا أتفق معه فيها، لكن الأساسي في اعتقادي أن نحترم رأيه، وأن نتركه يتحدث كما يريد، لا أن نضع أمامه الحواجز، ونصادر رأيه، فالحوار أمر إيجابي.