«سبأ خان» شاب أفغاني في التاسعة عشرة من عمره. حكاية هذا الشاب، الذي تمكن، يوم الثلاثاء الماضي، من اجتياز حدود باب سبتة، تعبر عن معاناة المهاجرين غير الشرعيين وتكشف عن مدى قدرات وإمكانيات شبكات الهجرة غير الشرعية التي لها ارتباطات في كل دول العالم. هو واحد من ضمن العديد من الأشخاص في الشرق الأوسط الذين يراهنون على اجتياز حدود دول مختلفة بطرق غير قانونية بهدف الوصول إلى أوربا. لكن في نهاية المطاف، فإنهم بعد أن يقطعوا آلاف الكيلومترات في رحلتهم التي تستغرق عدة أشهر، يشعرون بإحباط كامل عندما يصلون إلى المغرب أو سبتة، حيث يواجهون طريقا مسدودا، لا يسمح لهم بدخول الجزيرة الإيبيرية، ليظلوا شبه معتقلين في المغرب أو داخل مراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين بالمدينة. رغم ذلك، فقد تمكن هذا الشاب من إدراج اسمه كأول أفغاني يغادر أرض الأفيون والحروب المتطاحنة ليدخل سبتة عبر تطوان. خان، ذو السحنة شبه المغربية والنظرة التائهة، وصل إلى المغرب، قادما على وجه التحديد من مدينة جلال أباد الأفغانية، وهي مدينة تقع في الشمال الشرقي بالقرب من باكستان. لا يتحدث سوى بلغة «الباشتون»، من أكثر اللغات المستعملة في البلاد. تبدأ معاناة سبأ خان في 27 من شهر أكتوبر 2007. ووفقا لروايته حول تفاصيل رحلته، فقد غادر جلال أباد متجها إلى إيران، حيث دفع والده المبلغ الذي حددته إحدى شبكات الاتجار وتهريب الأشخاص، وبعدها سيتم نقله إلى تركيا. «من هناك، تم اقتيادي معصوب العينين على متن مركب في اتجاه المغرب»، يقول الأفغاني، مضيفا أنه «لا يعرف كم دفع أبوه من المال مقابل ذلك»، يترجم رفيقه، مشيرا أيضا إلى أنه «لم يكن يتوفر في بلدته على أي منصب شغل»، وبالتالي فلم يكن أمامه من خيار سوى «تعلم القرآن والدين في المدارس الإسلامية». التفاصيل في صفحة تقارير.