سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جزائريون يتخذون من عمالة المضيق «قاعدة استراحة » قبل الهجرة بجوازات مزورة سلطات الجزائر صادرت جوازات مغربية، غير بعيد عن ولاية تبسة التي ينشط فيها تنظيم القاعدة
تطوان-جمال وهبي لا تسري في شرايين عمالة المضيق-الفنيدق شبكات المخدرات القوية، أوالمهاجرين الآسيويين، والأفارقة فقط، بل أصبحت منذ سنة قبلة للمهاجرين الجزائريين، «إنهم يشكلون ائتلافا في ما بينهم» يعلق أحمد، أحد أبناء عمالة المضيق-الفنيدق. يفضل أغلبية المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين مدينة المضيق نظرا لقربها من مدينة سبتة، حيث يروق للبعض تسميتها ب»قاعدة اللجوء والاستراحة» قبل عبور الحدود المغربية في اتجاه أوربا بجوازات سفر مزورة»، يضيف محدثنا. ليس غريبا أن تلاحظ وجود مجموعات كبيرة من الجزائريين في وضعية غير قانونية يعيشون في ضواحي المدينتين. فخلال السنة الماضية، اعتقلت السلطات المغربية بمدينة الناظور أكثر من 286 فردا بتهمة محاولة العبور بطريقة غير قانونية إلى إسبانيا. فيما كشفت يومية «الشروق» الجزائرية في عددها ليوم 31 دجنبر الماضي عن وجود 220 مهاجرا جزائريا غير شرعي بسجن مدينة الناظور. بعد إحداث تغيير في «استراتيجيتهم» أصبح هؤلاء المهاجرون الجزائريون يفضلون مغادرة المغرب عبر النقطة الحدودية باب سبتة بدل مدينة مليلية كما كان الأمر في السابق، وذلك بعد تشديد الخناق عليهم. «مؤخرا ركب معي مجموعة منهم لأقلهم إلى إحدى المقاهي المعروفة بإحدى المركبات السياحية»، يقول سائق سيارة أجرة. لهجة الجزائريين مختلفة تماما عن لهجة سكان شمال وجنوب المغرب، «من الطبيعي أن تدرك أن لهجتهم جزائرية، إنني أعرفها جيدا عبر أغاني موسيقى الراي» يقول السائق مبتسما. في مدينة المضيق تمكنا من الحديث مع أحد الجزائريين الذي رفض الكشف عن اسمه. شاب في السادسة والعشرين من عمره، من مدينة مستغانم، قرر الوصول إلى مدينة المضيق بناء على نصيحة أحد أصدقائه، «أنتظر التوصل قريبا ببعض المال لأكمل رحلتي إلى أوربا»، يقول بصوت خافت. حالة الشاب، الذي تبدو عليه علامات الريبة والحذر توحي لك بمدى الخوف الذي يتملك المهاجرين الجزائريين تجنبا لاعتقالهم أو ترحيلهم. الإسم المتداول كثيرا بين الراغبين في الهجرة غير الشرعية في عمالة الفنيدق-المضيق هو لشاب يدعى (ع) مختص في هذا النوع من «الخدمات»، يوضح ل«المساء» نادل إحدى المحلبات الشعبية بمدينة المضيق. «إنه يعمل على توفير جوازات سفر مغربية مسلمة من ولاية تطوان أو عمالة المضيق-الفنيدق، لبيعها للراغبين فيها من الجزائريين والعراقيين مقابل عشرة آلاف درهم» يؤكد أحمد. إن الامتياز الخاص الذي تتوفر عليه ساكنة مدينة تطوان أو عمالة المضيق-الفنيدق، هو السماح لها بدخول سبتة بجواز السفر فقط، دون ضرورة التوفر على تأشيرة، الأمر الذي يجعل الطلبات تتزايد على هذه العينة من جوازات السفر. الأمر في غاية البساطة، على الجزائريين أن يضعوا فقط صورتهم بإتقان على الجواز وبعدها يحاولون استغلال التشابه بين ملامحهم وملامح المغاربة لمغادرة المغرب وعبور الحدود أو الدخول إليها بجوازات السفر المزورة. في 23 من شهر أكتوبر الماضي تمكنت مصالح أمن الحدود من ضبط أربع حالات مماثلة لجزائريين كانوا يعتزمون مغادرة المغرب بهذه الجوازات المحررة بتطوان، حيث تعتبر هذا التقنية الجديدة إحدى أفضل الوسائل المستخدمة من طرف مافيا الهجرة غير القانونية لتهريب الأشخاص من المغرب أو إدخالهم إلى داخل التراب الوطني. «أحيانا تصادف عكس هذه الحالة، فقد يطلب منك أحدهم أن تعمل على إدخاله إلى المغرب بهذه الطريقة، في حالة ضياع جواز سفره، وذلك تفاديا للتحقيق معه عن ظروف ضياع الجواز وتجنبا لمشاكل مع شرطة الحدود»، يهمس لنا أحد المرشدين السياحيين في معبر باب سبتة. الشرطة المغربية على علم بذلك وقد لاحظت مؤخرا ارتفاع عدد الحالات التي تستعمل فيها جوازات السفر المزورة من طرف من يتخذون هذه الوسيلة لمغادرة المغرب. «في 27 من شهر دجنبر الماضي ضبطت شرطة الحدود ثلاثة عراقيين أثناء محاولتهم المرور إلى سبتة»، يقول مصدر أمني. إن هجرة الجزائريين غير الشرعية أصبحت تمثل تحديا كبيرا للمغرب على المستوى الأمني، «التهديدات الإرهابية الأخيرة، وظهور تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تدفعنا إلى اتخاذ المزيد من الاحتياطات وتوخي الحذر والرفع من مستوى اليقظة»، يضيف مصدرنا الأمني. في شهر يونيو الماضي كشفت بعض الصحف الجزائرية عن مصادرة السلطات الأمنية الجزائرية لبعض جوازات السفر الصادرة عن سلطات تطوان في منطقة تلمسان شرق الجزائر، غير بعيد عن ولاية تبسةالجزائرية التي ينشط فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. حاليا ووفقا لتقديرات بعض المراقبين فإن «أكثر من 40 جزائريا يتخذون من عمالة المضيق-الفنيدق ملجأ لهم في انتظار الحصول على جوازات سفر مزيفة تؤمن لهم مغادرة شبه جماعية للمغرب بطريقة غير شرعية».