نشرت سبع عشرة صحيفة دنماركية، بينها الصحف الثلاث الكبرى، باسم حرية التعبير، رسماً كاريكاتيرياً للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، رسمه فنان كان هدفاً لاعتداء أحبطته الشرطة أمس الأول. والرسم المذكور الذي يظهر النبي يعتمر عمامة على شكل قنبلة مشتعلة الفتيل، هو واحد من إثني عشر رسما كاريكاتيرياً للرسول نشرتها صحيفة «يلاندز بوستن» عام 2005، مما أثار غضب العالم الإسلامي. وأوقفت الشرطة، أمس الأول، دنماركياً من أصل مغربي وتونسيين اثنين، كانوا يعتزمون اغتيال كورت وسترغارد، صاحب الرسم الكاريكاتيري الذي نشر أول أمس. وفي عداد الصحف السبع عشرة صحيفة «برلينغسكي تيدنديه» المحافظة، وهي من الصحف الكبرى، وقررت للمرة الأولى نشر هذا الرسم المثير للجدل بغية التعبير، كسواها من الصحف الأخرى، عن «رفضها الرقابة الذاتية» بعد تهديدات بالقتل وجهت إلى الرسام المذكور. وكتبت الصحيفة في مقالها الافتتاحي، أول أمس، أن «حرية التعبير تمنح الحق في التفكير والتحدث ورسم ما نريد (...) والمخططات الارهابية كلها لن تغير شيئا من ذلك»، داعية «وسائل الإعلام الدنماركية إلى توحيد صفوفها لمواجهة التعصب». كذلك، نشرت صحيفة «إكسترا بلاديت» رسوم «يلاندز بوستن» الاثني عشر. وعبَّر المسلمون في الدنمارك عن رفضهم مخطط الاعتداء على وسترغارد، لكنهم اعترضوا أيضا على رسمه. ويعتقد الإمام وليد عبد الله بدرسن، وهو بروتستانتي اعتنق الإسلام، أن «معاودة نشر الرسم ليست فكرة جيدة، وكان يمكن للصحف أن تدعم الرسام بطريقة أخرى من دون اللجوء إلى الاستفزاز». واعتبر أنه «من المستحسن بدء حوار بشأن حرية التعبير، لكن من دون السعي إلى المواجهة منذ البداية»، ولم يستبعد «ردود فعل سلبية في الخارج». وأكدت وزارة الخارجية، من جهتها، أنها «تتابع عن كثب تطور الوضع في العالم»، حسب أوفي فولفيشيل الذي يعمل في الأجهزة القنصلية، لكنه لم يغيِّر نصائحه للمسافرين إلى دول إسلامية.