لقد اطلعت على ما تناقلته بعض وكالات الأنباء من اقتراف الصحيفة الدنمركية (جيلاندز بوستن/Jyllands-Posten,) لخطأ شنيع وانحراف فظيع بنشرها ( 12 ) رسما ( كاريكاتيريا ) أو ساخرا يوم الجمعة 26 شعبان 1426ه / 30 سبتمبر 2005 تصور الرسول في أشكال مختلفة وفي أحد الرسوم يظهر مرتديا عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه !!. ... ******* سعادة رئيس الوزراء السلام على من اتبع الهدى لقد اطلعت على ما تناقلته بعض وكالات الأنباء من اقتراف الصحيفة الدنمركية (جيلاندز بوستن/Jyllands-Posten,) لخطأ شنيع وانحراف فظيع بنشرها ( 12 ) رسما ( كاريكاتيريا ) أو ساخرا يوم الجمعة 26 شعبان 1426ه / 30 سبتمبر 2005 تصور الرسول في أشكال مختلفة وفي أحد الرسوم يظهر مرتديا عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه !!. ولما بلغني الخبر كدرني كثيرا وأصابني بهم كبير، وأحزنني حزنا عظيما، وقد عمدت بنفسي للنظر في موقع الصحيفة المذكورة على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت)، حتى وقفت على موقع الجريدة (Jyllands-Posten, ) في صفحاتها الصادرة بتاريخ (30. September 2005 ) فكان الخبر ليس كالمعاينة، حيث هالني ما رأيته، واقشعر جسمي، وبلغ بي ذلك كل مبلغ في النكير والاستهجان والامتعاض. وهكذا كان الشأن عند عامة أهل الإسلام ممن بلغهم الخبر، حيث كان هذا العمل محل انتقاد واستهجان لديهم، ولدى غيرهم من العقلاء في أرجاء الأرض . لا يخفى أن العالم اليوم يشهد اضطرابات عديدة ، أريقت فيها الدماء وأزهقت الأرواح ، بغيا وعدوانا ، بما يجعلنا أحوج ما نكون لنشر أسباب السلم والعدل ، وخاصة احترام الشرائع السماوية واحترام الأنبياء والمرسلين . فهذا المسلك يتحقق به حفظ ضرورات البشر في أرواحهم وأعراضهم وأموالهم ، وغير ذلك من حقوقهم ومقومات عيشهم الكريم . إن ادعاء صحيفة ( Jyllands-Posten ) حرية التعبير في نشرها لتلك الرسوم الساخرة من محمد رسول الله ، ادعاء غير مسلم ولا مقنع ، لأن جميع دساتير العالم ومنظماته تؤكد على احترام الرسل، وعلى احترام الشرائع السماوية ، واحترام الآخرين وعدم الطعن فيهم بلا بينة. وقد جاء في ميثاق شرف المجلس العالمي للفيدرالية الدولية للصحفيين ما نصه: - على الصحفي التنبه للمخاطر التي قد تنجم عن التمييز والتفرقة اللذين قد يدعو إليهما الإعلام، وسيبذل كل ما بوسعه لتجنب القيام بتسهيل مثل هذه الدعوات التي قد تكون مبنية على أساس عنصري أو الجنس أو اللغة أو الدين أو المعتقدات السياسية وغيرها من المعتقدات أو الجنسية أو الأصل الاجتماعي. - سيقوم الصحفي باعتبار ما سيأتي على ذكره على أنه تجاوز مهني خطير: الانتحال، التفسير بنية السوء، الافتراء، الطعن، القذف، الاتهام على غير أساس، قبول الرشوة سواء من أجل النشر أو لإخفاء المعلومات. - على الصحافيين الجديرين بصفتهم هذه أن يؤمنوا أن من واجبهم المراعاة الأمينة للمبادئ التي تم ذكرها. ومن خلال الإطار العام للقانون في كل دولة . ولذلك حين نطالب الصحيفة والحكومة الدنماركية بالاعتذار وبمنع تلك الإساءات لاحقا فإننا نعتمد أيضا على ميثاق صحفي شريف، جاء فيه : (سيقوم الصحافي ببذل أقصى طاقته لتصحيح وتعديل معلومات نشرت ووجد بأنها غير دقيقة على نحو مسيء). ولا شك أن ما نشرته صحيفة (Jyllands-Posten) الدنماركية مسيء لأكثر من مائتي ألف من مواطني الدنمارك، ومسيء لأكثر من مليار وثلاثمائة مليون شخص، ومعهم غيرهم من المنصفين من أصحاب الملل الأخرى، كلهم يعظمون رسول الله محمد . وسيبقى ذلك العمل مسيئا لكل المسلمين ما بقيت هذه الحياة على وجه الأرض، وستبقى الدنمارك إذا لم تعالج هذه الإساءة مصدر قرف واشمئزاز ، بسبب بعض العقليات التي تقطن فيها،وتعادي الرسل والشرائع السماوية وتسخر بها. ونذكِّر في هذا المقام بالقرار الذي تبنته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ( بتاريخ 3/3/1426 ه - الموافق12/4/2005 م ) الداعي إلى محاربة تشويه الأديان، لاسيما الإسلام، الذي زادت وتيرة تشويهه في الأعوام الأخيرة وللأسف الشديد . وأخيرا أود إخبارك بان جميع المسلمين سيوقفون التعامل التجاري مع الدنمارك حتى يتم الاعتذار بشكل رسمي وعلني من العمل الذي أقدمت عليه الجريدة ضد الرسول صلى الله عليه وسلم .