ماذا تفعلين أيتها الأم حينما يتصرف طفلك بشغب وشقاوة، يكسر هنا ويتسلق هناك، ويصرخ بصوت عال يضايق كل من في المنزل؟ هل تنفعلين معه وتجاريه في أفعاله باستخدام العنف والصياح بصوت عال، أم تحاولين منعه من إعادة الخطأ بالتحكم في أعصابك؟ إن مجاراة الطفل المزعج بضربه بعنف وتعنيفه أولا بأول على ما اقترف من أخطاء، يعتبر أمرا صعبا، كما أنه غير مجد، حسب رأي البروفيسور بال سيفير، الذي يرى أن طباع الطفل تصبح أكثر شراسة من قبل إذا جاراه والداه في العقاب، كما يمكننا أن نتخيل الوالدين وهما يمسكان بالعصا طوال اليوم ليعاقبا طفلهما الشقي على تصرفاته، وهو أمر غير منطقي وغير مجد، لذا يجب أن يعلّم الوالدان طفلهما بأن يكون مطيعا وذلك عبر: < محاولة التقرب إليه وتوليف قلبه. < تعويده على الطاعة منذ صغره، بمنحه الشيء الذي يريده وبعد فترة اطلبيه منه، وبكل حب سوف يسلمه لك. < عليك تعليم طفلك أن مقابل أي عمل جيد يقوم به هناك مكافأة تنتظره، سواء من الناحية المعنوية أو المادية، والمكافأة المعنوية تتمثل في الاحتضان ومنحه عدة قبلات، أما المعنوية فتتمثل في الحلوى واللعب الجميلة. < حينما يبلغ الطفل ما بين 3 و5 أعوام، فإنه عادة ما يحاول جذب ولفت أنظار أهله، وإذا انشغلوا عنه بالمحادثة في موضوع عام فإنه سوف يحاول جذب أنظارهم بالإتيان بحركات وأفعال غريبة، وأيضا هذا يحدث حينما ينشغل كل أهل المنزل بمتابعة برامج التلفزيون، حيث يتضايق الطفل ويحاول الوقوف أمام شاشة التلفاز، وحينما يفعل ذلك يجب إخباره بكل حب ولطف بأن ذلك غير لائق. < يجب الاهتمام بطفلك طوال ساعات اليوم وأن يحس بأنه شخص مرغوب فيه وله كينونته، لأنه إن تم تجاهله فإنه سوف يفعل أفعالا غير حميدة، ربما يتضرر منها أهله. < إذا أخطأ طفلك في السوق أو في منزل أحد أصدقائك، يجب عدم تعنيفه في الحال، ويمكن تأجيل ذلك بعد الرجوع إلى المنزل، حيث تتحدثين له في هدوء مبينة الخطأ بكل وضوح وموضحة له الفعل الصحيح الذي يجب أن يقوم به. < تذكري أن طفلك الشقي سوف يحسن التصرف حينما تعاملينه بكل هدوء وطمأنينة، فقط امنحيه عطفك وحنانك، كافئيه إذا أتى بفعل حميد سواء ماديا أم معنويا، كوني فخورة به أمام أصدقائه، واذكري خصاله الجيدة ولا تذكري خصاله المشينة، ولا تنسي الدعاء له بالصلاح، لأنه بذلك سوف يتحسن يوما بعد يوم حتى يصل إلى المستوى الذي تتوقعينه.