بقراءة عابرة في البرنامج الثقافي لفرنسا، ضيف شرف المعرض الدولي للكتاب في الدارالبيضاء المنعقد ما بين 8 و17 فبراير الجاري، يتبدى أنها قد أعدت برنامجها في استقلال تام عن البرنامج العام للمعرض الدولي للكتاب، وستعمل على مدى أيام المعرض، على ترجمة هذا التوجه من خلال الأسماء التي تستضيفها، وأيضا من خلال الفعاليات الثقافية التي يشملها البرنامج الثقافي. يشمل البرنامج الفرنسي في المعرض الدولي للكتاب العديد من الأنشطة في فضاءات المعرض أو في الفضاءات الأخرى التابعة للمصالح الثقافية الفرنسية في المغرب. وعلاوة على حفلات توقيع الكتاب، عمل البرنامج الفرنسي على تنشيط الفضاءات الثقافية المخصصة له بحيث تستجيب لمعنى التظاهرة الفرنسية ولقيمتها الأدبية والثقافية. وفي هذا الباب، يمكن أن نقف على الحضور الوازن للعديد من وجوه الثقافة الفرنسية في العديد من مجالات الإنتاج الرمزي. وقد تم استدعاء الكاتب والقاص باسكال بروكنر لتوقيع كتابه الجديد حول المازوشية في الثقافة الأوربية، وهو حائز على جائزة ميسيديس وجائزة رونودو، من أعماله «حب القادم» و«زوجي الصغير». ويسير هذا اللقاء ميشيل بيرالدي مدير مركز جاك بيرك في الرباط. كما سيتم توزيع جائزة القصة في مسابقة «مدينة وكتابة». وكانت هذه المسابقة قد أطلقت في جميع المراكز الثقافية الفرنسية. وهي تنظم بالاشتراك ما بين السفارة الفرنسية في المغرب ومجموعة أورو- مغرب التابعة لمنشورات لارمتان. ويلتقي جمهور المعرض الكاتبة والصحافية إيرين فران، ومن كتبها «عندما يملأ البرتونيون البحار»، و«في مملكة النساء» و«في البحث عن المملكة». كما يحضر الكاتب المغربي الطاهر بنجلون ضمن الوفد الرسمي الفرنسي، وسيتحدث إلى الجمهور، ضمن تظاهرة فرنسا ضيف الشرف، عن تجربته الإبداعية ويقدم روايته الجديدة «عن أمي». وفي الجانب المغربي، سيقدم علي تيزلكاد كتابه «تل الورق» والحائز على جائزة الأطلس الكبير. وسيقدم تيزلكاد الأديب بونوا أرتيج المكلف بالتواصل في المصلحة الثقافية في السفارة الفرنسية في الرباط، كما يتم تقديم كتاب «أغونشيش» للروائي محمد خير الدين بترجمة الكاتب المغربي عبد الرحيم حزل، والكتاب حائز على جائزة الأطلس الكبير في الترجمة، وسيقدم محمد المرابط كتابه «السمكة الحكاءة». في نفس النسق، سيتم تقديم «خدمات عن بعد» للمكتبة الوطنية الفرنسية من طرف مارك راسات. على مستوى آخر، سينعقد لقاء بين مهنيي الكتاب الفرانكفوني وسيشارك فيه العديد من الناشرين المغاربة والفرنسيين، ومن هؤلا ء نذكر رونيه تروكاز مستشار التبادل الثقافي في السفارة الفرنسية، وتيري كينكيتون عن وزارة الخارجية الفرنسية، ومليكة سلاوي عن دار نشر مليكة والمكتب الدولي للنشر الفرنسي، وعدد آخر من المسؤولين في مؤسسات ثقافية فرانكفونية. كما تعقد ندوة بعنوان»مهنة الناشر في المغرب وفرنسا» بمشاركة العديد من المهنيين، منهم بيرنار بارو مدير دار نشر جوليار، وإيزابيل سيجين المدير العام لهاشيت الأدبية، وجون شارل جيرار المدير العام لمنشورات ماكس ميلو، وبشر بناني مدير دار طارق للنشر، ومحمد بنيس مدير دار توبقال للنشر، وجون جاي بوان المدير العام للمكتب الدولي للنشر الفرنسي. وتنظم أيضا في سياق هذه التظاهرة الفرنسية احتفالية «الفرح عن طريق الكتب»، وفيها يتم تقديم العديد من الكتب الخاصة بالطفل، من أجل تشجيع الطفل على القراءة وإدماجه في مشروع الكتاب. ومن بين الموائد الهامة التي يقترحها الفرنسيون مائدة مستديرة حول النشر الشاب في أفق كسب قارئ المستقبل. ويشارك في هذا اللقاء العديد من الناشرين المعنيين بالكتاب الموجه إلى الشباب، باعتبار الشباب هو مشروع القارئ المستقبلي. ومن المغاربة المشاركين في اللقاء نذكر: أمينة الهاشمي العلوي وسميرة العياشي ونادية السالمي، بالإضافة إلى الفرنسيين الرائدين في هذا المجال. ويلتقي الجمهور مع الكاتب الفرنسي جيل لوروا الفائز بجائزة غونكور في العام الماضي، ويعتبر لوري من بين أهم الكتاب الفرنسيين معرفة بالأدب الياباني والأدب الأمريكي، وسبق له الفوز بالعديد من الجوائز الأدبية منها جائزة فاليري لاربود، ومن أعماله «العاشق الروسي» و«أكبر» و«حقل سري»، وفي روايته «نشيد الألاباما» يتقمص الكاتب جلد زيلدا زوجة الكاتب الأمريكي فيتزيجيرالد، ويرسم برهافة القدر المأساوي لهذه المرأة التي دمرها زوجها الكاتب. وسيتم تقديم مشروع «دفتر القارئ» من طرف باسكال جوس وجون فرانسوا توماس مبتكري المشروع، ويهم تطوير الخط التحريري لأدب الشباب. وتشكل ندوة «مقتربات عاطفية في الأدب الجديد» محطة أساسية للوقوف على المنجز النصي في الأدب الفرنسي الحديث وحول علاقة الكتابة باليومي وبالناس في الأدب الذي يكتبه جيل جديد من الكتاب لم تعد «تحميه» مقولات كبرى ولا نظريات أدب ولا «طوبا» معينة. كما تشكل ندوة «الفرانكفونية والتنوع الثقافي» محطة هامة لتقييم الأدب الفرانكفوني وعلاقته بالخصوصيات الثقافية المحلية. كما تعتبر ندوة «مقاربات اجتماعية للظواهر الدينية»، التي يشارك فيها كل من محمد الطوزي ومحمد شريف الفرجاني من تونس ومحمد جنجار مدير مكتبة آل سعود، خطوة لمقاربة الظاهرة الدينية في أبعادها الاجتماعية والثقافية. من المهم الإشارة إلى أن الفرنسيين، وعن طريق المصلحة الثقافية، يدعمون شبكة القراءة في المغرب، كما قاموا بنشر العديد من الكتب من بينها كتاب حاييم زعفراني «ألفي سنة من الحياة اليهودية في المغرب»، والذي صدر عن منشورات إديف وحاز جائزة الأطلس الكبير للإبداع سنة 1999. ودعموا كتبا أخرى من بينها كتاب «زيارة متأنية لابن خلدون» لعبد السلام الشداتي، وكتاب مليكة غزال «الإسلاميون المغاربة»، وكتاب فريد الزاهي «من نظرة إلى أخرى، الفن ووسائطه بالمغرب». ويقوم المكتب التابع لمصلحة التعاون والعمل الثقافي الفرنسي بتنفيذ سياسة فرنسا لتشجيع الكتاب المكتوب، ومن مهامه التنسيق بين شبكة القاعات متعددة الوسائط التابعة للمعاهد الفرنسية والرابطات الفرنسية المغربية، ومرافقة تطور الشبكة المغربية للقراءة العمومية لمساعدتها على تبني الجودة، وتشجيع المؤلفين والناشرين المغاربة سواء في المغرب أو في فرنسا ودعم الكتاب الفرنسي.