الأغلبية الساحقة من المهاجرين غير الشرعيين المقيمين بشكل غير قانوني (?72،6) في المغرب يريدون مواصلة طريقهم وتحقيق مشروعهم حول الهجرة إلى أوربا، على الرغم من العقبات التي يواجهونها لتحقيق ذلك. كانت هذه آخر الأرقام التي خلص إليها تحقيق تم نشره هذا الأسبوع، أنجز في أواخر 2007 من طرف منظمة إيطالية غير حكومية، وأخرى مغربية، بعد استطلاع للرأي شمل ألف مهاجر إفريقي. وحسب هذه الدراسة المنجزة من طرف اللجنة الدولية لتنمية الشعوب (CISP) والجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول الهجرة (AMERM)، فإن 10.6 في المائة فقط من المهاجرين الأفارقة المقيمين بعدة مدة مغربية يرغبون في العودة إلى بلدانهم بينما فضل 2،3 في المائة البقاء في المغرب، في حين تحفظ 14،3 في المائة عن إبداء رأيهم، تكشف الدراسة الذي أجريت في منتصف السنة الماضية. وتقدر المنظمات غير الحكومية عدد المهاجرين غير الشرعيين بالمغرب ما بين 10000 و15000 شخص، حيث يشكل المهاجرون النيجيريون الأغلبية بنسبة 15،7 في المائة، يليهم مهاجرو دولة مالي ب13،1 في المائة، فالسنغاليون بنسبة 12،8 في المائة، ثم الكونغوليون ب10،4 في المائة. وتضيف الدراسة أن أغلبية المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء دخلوا التراب المغربي عبر الجزائر بنسبة 73،5 في المائة، بينما 13،2 في المائة وصلوا إلى المغرب عن طريق الطائرة، فيما دخل 7،2 في المائة منهم المغرب عن طريق البحر، أما 5،7 في المائة منهم فقد تمكنوا من دخول المغرب عبر موريتانيا. وتضيف الدراسة أن أكثر من ثلث المهاجرين الأفارقة، أي بنسبة 39،5 في المائة عبروا ما بين ثلاث وست دول قبل الوصول إلى المغرب، و28،3 عبروا دولتين فقط لأجل الوصول إلى الأراضي المغربية. ويشير التقرير إلى أن مشروع الهجرة إلى أوربا عبر المغرب يمثل عبئا ماديا كبيرا لهؤلاء الأفارقة، حيث دفع أكثر من نصفهم (52 في المائة) ما بين 1000 و 2000 أورو. حيث يقدر متوسط أجر بعض شبكات المهربين الذين يسهلون لهم دخول المغرب ما بين 50 و 500 أورو، فيما دفع معظم المهاجرين، (55 في المائة) ما بين 200 و1000 أورو مقابل تكاليف النقل والمواصلات. كما تطرقت الدراسة أيضا إلى البعد الاقتصادي والمادي لهجرة الأفارقة، حيث صرح حوالي ثلث المهاجرين أنه وفر المال بطريقته الخاصة، بينما أكد آخرون (71 في المائة) أنهم لجؤوا إلى طلب المساعدة المادية من أفراد عائلتهم، ومن بين 22 إلى 23 في المائة صرحوا أنهم اقترضوا الأموال من أصدقائهم. ويعتبر مشكل النظافة، والإحساس بالتعب، والجوع، والعطش من بين المشاكل الرئيسية التي تواجه المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين أثناء رحلتهم نحو المغرب بنسبة 80%، كما تكشف الدراسة أن قرابة الثلثين منهم يتعرضون للأمراض أثناء الرحلة، بينما وقعت حوالي 36 في المائة من النساء المهاجرات الإفريقيات ضحايا للاغتصاب.