ترقد، حاليا، طفلة في عمر الزهور، تدعى نجوى عوان (9 سنوات)، بمصحة دار السلام بشارع موديبوكيتا بالدار البيضاء بعد أن هاجمها كلب من نوع «بيت بول» المصنف ضمن أخطر أنواع الكلاب المحظور استيرادها إلى المغرب بمذكرة صادرة عن وزير الداخلية شكيب بنموسى. وتعود وقائع هذه القضية إلى الأحد المنصرم عندما كانت نجوى تلعب مع اثنتين من صديقاتها بالقرب من منزل أسرتها في فضاء فسيح بحي إسلان بالمجمع السكني الخاص برجال التعليم العالي والأطباء بمدخل بوسكورة قبل أن يتسلل كلب «بيت بول»، لم يعرف إلى حد الآن صاحبه، إلى هذا الفضاء، ليهاجم بشراسة الطفة نجوى، التي كانت ترتدي حذاء للتزحلق، ويفترس عضلات ساقيها معا وهي تصرخ بأعلى صوتها، فيما تمكنت صديقتاها من الهرب إلى أقرب منزل في حالة من الذعر. واعتقد حارس فيلا، عندما سمع صراخ الطفلة نجوى، أن الأمر يتعلق بضربة قاتلة تعرضت لها صاحبة هذا الصراخ، فخرج مسرعا إلى فضاء المجمع ليجد نفسه وجها لوجه مع كلب هائج لم يسلم هو الآخر من أنيابه، إذ تعرض الحارس إلى عضتين في يده قبل أن يختفي الكلب دون أن تعلم هوية صاحبه. وذكر عزوز عوان والد الطفلة نجوى، الأستاذ الجامعي بكلية العلوم ابن امسيك، أن ابنته تتماثل حاليا للشفاء بعد أن نجت من موت محقق، غير أن حالتها الصحية بالليل تزداد سوءا بعد أن أصبحت تنام نوما متقطعا وتنتابها أحلام مزعجة ترى فيها «أنها وحيدة بين كلاب كثيرة تنهش جسمها». وحسب مصدر طبي من المصحة، فإن الطفلة نجوى كان يمكن أن تعيش برجل واحدة لو لم يتم نقلها بسرعة إلى مستعجلات المصحة لأن عضة الكلب كانت بعمق كبير تقطعت معه شرايين الساق والأعصاب واستغرقت عملية ترميم الشرايين والأعصاب 5 ساعات. غير أن المشكل الذي يظل عالقا، حسب المصدر ذاته، هو ضرورة إجراء فحوصات على الكلب للتأكد مما إذا كان مصابا بالسعار أم لا، لكن اختفاء الكلب يعقد عملية علاج نجوى التي ستضطر إلى إجراء لقاح ضد السعار. وأعرب والد الطفلة عن أسفه على عدم تحرك مصالح الأمن لتطويق ظاهرة تربية الكلاب الخطيرة بحي النسيم المجاور لحي إسلان، خاصة وأن هذه الكلاب محظورة دوليا وأصبحت تستخدم في أعمال السرقة والسطو والابتزاز.