أثار انهيار جزء كبير من سقف مرأب عمارة لازالت في طور البناء، بزنقة سوس بالقنيطرة، في حدود الساعة الخامسة من مساء الجمعة المنصرم، حالة هلع وسط سكان العمارة، فيما استنفرت أجهزة السلطة المحلية بالمدينة كافة إمكاناتها المادية والبشرية فور علمها بوقوع هذا الحادث، خوفا من تكرار كارثة مجمع المنال. وهرع، إلى عين المكان، كبار الشخصيات الأمنية ومسؤولون من الولاية، ورجال الوقاية المدنية، وممثلون عن بعض أقسام التعمير بمختلف المصالح، بالإضافة إلى جموع غفيرة من المواطنين. وحسب ما أفاد به مصدر مسؤول «المساء»، فإن المعاينة الأولية التي قامت بها المصالح المختصة للعمارة المذكورة، كشفت عن ارتكاب القائمين على بنائها مجموعة من الخروقات، وصفت بالفظيعة، وأضاف المصدر ذاته، أن طبيعة هذه المخالفات تتعلق أساسا بعدم جودة الحديد المستعمل، وضعف العوارض الخرسانية التي كان من المفترض أن تستخدم لحمل الأدوار الثمانية العليا التي سيجري إنشاؤها، حيث ثبت أنها متباعدة وليست بالقوة الكافية لتحمل كل ذلك الثقل، زيادة على أن أشغال بناء السواري وسقف المرآب بوشرت، دون أن تتم عملية تهييء الأرضية الصلبة لها، حيث شيدت الأعمدة الإسمنتية فوق بقعة ترابية. من جهته، اعتبر محمد الخطاب، المواطن الذي كان له الفضل في إخبار مصالح الأمن بهذه الواقعة، أن الألطاف الإلهية وحدها هي التي جنبت القنيطرة من الوقوع في كارثة شبيهة بما حصل يوم الأربعاء 16 يناير الجاري، خاصة وأن مكان وقوع الحادث، آهل بالسكان وتتواجد به مدرستان للتعليم الخاص، مضيفا، في تصريح ل«المساء»، أنه كان يتواجد بشرفته منزله، حين لاحظ انهيار جزء كبير من سقف مرآب العمارة المجاورة، في غفلة من العمال الذين كانوا وقتها قد أنهوا عملهم، ويستعدون لمغادرة المكان، وكشف الخطاب، أن هذا المشروع كان يعرف منذ بدايته جملة من التجاوزات، مؤكدا، أنه سبق للجنة التي تقوم بمراقبة أوراش البناء، والتي يرأسها باشا المدينة، أن زارت الورش المذكور، دون أن تفطن إلى حجم تلك الخروقات المرتكبة به، حيث عزا أسباب ذلك، إلى افتقاد هذه اللجنة إلى تقنيين ومختصين في مجال التعمير. وقد علمت «المساء»، أن السلطة المحلية قررت إيقاف الأشغال نهائيا بالعمارة المذكورة، وإيفاد لجنة لإجراء دراسة تقنية للبناية، لتحديد المسؤولية ومتابعة كل المتورطين في هذا الحادث. وفي موضوع ذي صلة، طالب الحسين المفتي، مستشار بالجماعة الحضرية بالقنيطرة، بالإغلاق الفوري للقاعة المغطاة «الوحدة»، والمنع الكلي لاستعمالها أو الترخيص للجمعيات الرياضية لاستغلالها، بعد أن قامت لجنة مختلطة على مستوى الجماعة الحضرية بتصنيفها في خانة البنايات الآيلة للسقوط، وقال المفتي، في تصريح ل«لمساء»، إنه بالرغم من علم الجهات المسؤولة بفحوى هذا التقرير، فإنها مازالت تغض الطرف عنه، بالسماح للجمعيات الرياضية بممارسة أنشطتها بالقاعة المذكورة، مناشدا إياها، بتدارك هذا الموقف السلبي في أقرب الآجال، تجنبا لحدوث كارثة إنسانية، حسب تعبيره وفي تصريحات متفرقة ل«المساء»، طالبت العديد من الجهات بضرورة إيفاد لجنة مستقلة للتحقيق في شأن الخروقات التي يعرفها قطاع العمران بالقنيطرة، يتم على ضوء نتائجها تحريك مسطرة المساءلة والمتابعة في حق كل المسؤولين عنها مهما اختلفت مواقعهم، معتبرة أن تراكم سنوات من الفساد الذي ظلت تعاني منه معظم المصالح المرتبطة بهذا المجال، يستدعي إبداء نوع من الحزم والصرامة في التعامل مع كل المتورطين، حتى يكونوا عبرة لكل من سولت له نفسه التلاعب بأرواح المواطنين الأبرياء، على حد قولها.