- في أواخر يناير (كانون الثاني) 1983 قام فرانسوا ميتران الرئيس الفرنسي بأول زيارة رسمية للمغرب. وقبل يوم أو يومين من زيارته أُعلِن عن وفاة الجنرال أحمد الدليمي، مدير الضباط المرافقين للملك في حادثة سير. فما هي حقيقة وفاة الدليمي خاصة أنه راجت عدة روايات حولها؟ وهل لزيارة ميتران علاقة بذلك؟ < الروايات التي تشير إليها كثيرة. وكل ما أعلمه أنه أُعلِن أن الجنرال الدليمي تُوفّي على إثر حادثة سير، وقد استُدْعيت كما استدْعِي غيري من المسؤولين من قبل التشريفات الملكية لحضور جنازته التي حضرها كبار رجال الدولة ومن بينهم الجنرال مولاي حفيظ العلوي، وزير التشريفات والقصور الملكية والأوسمة. ولا أرى علاقة بين موت الدليمي وزيارة الرئيس الفرنسي. - بعد وفاة الجنرال الدليمي رأى كثير من المراقبين أن الطريق أصبحت معبَّدة أمام إدريس البصري وزير الداخلية ليكون رجل الحسن الثاني القوي ولِيصعَد نجمه. فما حقيقة ذلك في نظرك؟ < صعود نجم البصري لم يبدأ بعد وفاة الجنرال الدليمي بل سبق ذلك. ابتدأ عندما وقَّع المغرب وموريتانيا على المعاهدة الثلاثية الخاصة بالصحراء في مدريد وعيَّن الملك الحسن الثاني أحمد بن سودة عاملا على الصحراء وكان آنذاك يشغل منصب مدير الديوان الملكي. وهو الذي رفع العلم المغربي رسميا على الصحراء واستلم سلطتها من المسؤول الإسباني. وكان رفيقه إلى مدينة العيون هو إدريس البصري الذي كان آنذاك كاتب الدولة في الداخلية. وأعتقد أنه منذ تلك اللحظة أخذ البصري يعمل للاستفراد بقضية الصحراء ويرشح نفسه ليقفز منها إلى وزارة الداخلية. وأود الإشارة هنا إلى أن الجنرال الدليمي بحكم وظيفته العسكرية لم يكن له مطمح إلى تولي الوزارة لأنه كان يعلم أن عهد تولي الضباط مقاليد الوزارات قد انتهى بموت أوفقير. أما البصري فقد نما طموحه إلى تقلد مهام وزير الداخلية بعد أن أصبح يأخذ فيها رتبة الوزير المساعد للدكتور محمد بنهيمة. قد يقول قائل إن الملك عوَّض بالبصري الفراغ الذي تركه الجنرال الدليمي. إلا أنني لا أعتقد ذلك. الدليمي كان له مجاله، والبصري كانت له مجالات أخرى وأصبح مقربا إلى الملك ليس بسبب موت الدليمي أو فراغ مقعد الدليمي بل لأنه كان يتدرج على سُلَّم المسؤولية وأخذ يقارب قمتها.