لا يهتم السفير الأمريكي بالرباط توماس رايلي بخلفيات الاحتفال ب«عاشوراء» التي تؤرخ لمقتل الحسين ابن علي على يد الأمويين في معركة كربلاء، يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية، بل المهم بالنسبة إلى السفير هو الاستفادة من هذه المناسبة، من أجل إظهار صورة أخرى عن الولاياتالمتحدة غير تلك التي رسمها الرئيس الأمريكي جورج بوش في أذهان المغاربة خاصة بعد حربه على العراق وأفغانستان. يوم السبت الماضي أشرف السفير بنفسه، رفقة زوجته نانسي، على حفل في قصر التازي بالرباط ضم أزيد من 500 طفل من نزلاء الخيريات من مختلف المدن المغربية. كان السفير بلباسه غير الرسمي يمر وسط الأطفال الذين بدت على وجوههم علامات الفقر ونقص التغذية، وهو يحرص على السلام على كل واحد منهم. الكثير من هؤلاء الأطفال الصغار لم يكونوا يعرفون من هو هذا الرجل ذو السحنة البيضاء الذي يوزع الابتسامات عليهم محاطا بثلاثة حراس غلاظ شداد. لكن موظفي السفارة الأمريكية، الذين حضروا رفقة أبنائهم وبناتهم، كانوا حريصين على التواجد في كل مائدة تضم الأطفال للتحدث إليهم وإخبارهم بهوية هذا الرجل الذي صفق وغنى مع نزلاء الخيريات الذين لم يسبق لهم أن حلموا بالدخول إلى قصر التازي قرب البرلمان حيث تقام الحفلات الخاصة بعلية القوم، فضلا عن أن يروا السفير الأمريكي. وخلال تصريحاته للصحافة، قال رايلي إنه يعتبر هذا اليوم «خاصا بالأطفال» وقال: «سوف نقدم لهم الهدايا، وسأقوم بنفسي بالمساهمة في تقديم وجبة طعام شهي لهم». ومن أجل أن يقوم بهذا العمل، خصص السفير حوالي ثلاث ساعات من وقته من أجل البقاء إلى جانب هؤلاء الأطفال وتعريفهم بجهود بلاده ل»إسعادهم». وبما أن السفارة الأمريكية هي التي تقف وراء هذا الحفل، فإن عددا من الممونين لم يترددوا في المشاركة في هذه المبادرة، منهم: قصر التازي، مصطفى أمهال، اتصالات المغرب، سيتي بانك، تي جي أي فرايدي، مرجان، كوكاكولا، مطعم شي بول، ممون محمود، حلويات السوسي ومجموعة سيلين لوازير. موظفو الخيريات، الذين جلبوا النزلاء من مدن خنيفرة، سلا، الرباط، البيضاء وغيرها، سارعوا إلى السلام على السفير الأمريكي وأخذ صور معه وشكره على هذه الالتفاتة، أما الأطفال فتسمروا في مقاعدهم وهم يستمعون إلى فرقة موسيقية ويتناولون الحلويات ودانون والعصير قبل تناول المأكولات التي حرص الأمريكيون على تقديمها لهم بأنفسهم. وحرصت السفارة الأمريكية على استدعاء عدد من الوجوه الرياضية والإعلامية من أجل المشاركة في الحفل، مثل: عماد النتيفي الذي قام بتنشيط الحفل، ونزهة بيدوان التي حضرت رفقة طفلها. وقد حرص الأطفال الأيتام على انتهاز الفرصة لالتقاط صور مع الفنانين والرياضيين وترديد أناشيد تعبر عن فرحتهم. أما وزارة الثقافة فلم يسجل لها أي حضور.