كان لكلمة «الجوقة» التي استعملها محمد بوستة، عضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال، خلال أشغال اجتماع المجلس الوطني للحزب أول أمس السبت مفعولا خاصا لدى الأمين العام للحزب عباس الفاسي، الذي فاجأ المجتمعين وهو يشن انتقادا من نوع خاص على بوستة، بسبب استعماله لتلك العبارة في معرض تدخله أثناء انطلاق أشغال المجلس، والذي دعا فيه إلى ضرورة التقيد التام بمقتضيات القانون الداخلي للحزب في ما يخص انعقاد المؤتمر، وبمراعاة تمثيل جميع الجهات في ما يتعلق بتشكيل أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر المزمع عقده، وتجنب الصيغة السابقة التي كانت تعتمد في تشكيل هذه اللجنة التي كانت تعتبر جميع أعضاء المجلس الوطني أعضاء بهذه اللجنة. وحسب مصادر من المجلس، فبمجرد ما تلفظ بوستة بعبارة: «ما يجب أن تكون هناك جوقة»، حتى عاب عليه عباس استعماله لهذه العبارة التي اعتبرها غير لائقة في حق مناضلي الحزب. وتضيف المصادر ذاتها أن احتدام النقاش بين الرجلين تطور إلى حد تعذرت معه متابعة أشغال اللقاء، حيث تم التراجع عن إدراج كلمات أعضاء المجلس الوطني التي كانت مبرمجة مسبقا. وتشير المصادر ذاتها إلى أن الخلاف بين مجلس الرئاسة وبين الأمين العام للحزب، بخصوص صيغة تشكيل أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وصل إلى حد إثارة بعض الأمور الشخصية، عندما عاب عباس الفاسي على محمد بوستة عدم تهنئته على منصب الوزير الأول، حيث استدرك عليه بوستة بالقول «أنا كنهنأك الآن»، ليرد عليه عباس: «واش كتنهأني بعد مرور 3 أشهر؟». وحسب المصادر ذاتها، فإن تدخل بوبكر القادري، عضو مجلس الرئاسة، لم يخرج بدوره عن سياق الكلمة التي تقدم بها بوستة، والتي شدد فيها على ضرورة التقيد بالقانون الداخلي للحزب، وعقد المؤتمر وفق آجاله المحددة. كما حثت الكلمة على ضرورة المحافظة على وحدة الحزب ووحدة الرؤية والانسجام والتشاور والحوار. ووفقا للمصادر المذكورة، فإن كلمة بوستة كان لها تأثير قوي على أعضاء المجلس، الذين استمعوا إليها بإمعان وتفاعلوا معها عبر التصفيق بحرارة. إلى ذلك، أكد عضو باللجنة التنفيذية للحزب أن المساعي التي بذلتها بعض الأطراف داخل الحزب من أجل تمديد ولاية عباس الفاسي إلى ولاية ثالثة قد ذهبت أدراج الرياح، خاصة أنه تبين لهم أنهم ليس بمقدورهم الدفاع عن هذا الطرح، وبالتالي فإن تخريجة منح الفاسي ولاية ثالثة أصبحت من المستحيلات. واعتبر العضو ذاته، الذي رفض الكشف عن نفسه، أن الجدل الذي وقع بين مجلس الرئاسة والأمين للعام للحزب نقاشا عاديا تشهده مختلف الأحزاب، مشيرا إلى أن كلمة جوقة التي تفوه بها بوستة بشكل قدحي هي التي تسببت في ذلك الشنآن، وإن كان بوستة -يضيف المصدر- قد قصد بها إتاحة الفرصة للفعاليات الاستقلالية حتى تكون هناك مشاركة نوعية للمختصين وتوسيعها بما يفيد، حتى تتاح فرصة للحوار وتحيين مشروع الحزب ليواكب المستجدات الوطنية والتطورات بالبلاد. وقال عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، ل«المساء» إن الدورة خصصت بالدرجة الأولى لإيداع الترشيحات لعضوية اللجنة التحضيرية. وأكد البقالي أن دورة المجلس الوطني مازالت مفتوحة، حيث من المنتظر الإعلان عن اجتماع المجلس الوطني خلال الخمسة عشر يوما المقبلة، بعدما تنتهي اللجنة التنفيذية من دراسة الاستمارات التي ملأها المرشحون، حيث ستعد لائحة تعرض على المجلس القادم للتصويت عليها. وعلمت «المساء» بأن محمد الخليفة، عضو اللجنة التنفيذية، قاطع أشغال المجلس. وعلمت «المساء» كذلك بأن موعد المؤتمر ستحدده اللجنة التحضيرية المنتخبة وليس المجلس الوطني، وأن تاريخه قد يؤجل إلى ماي أو يونيو المقبل بدل شهر مارس.