هاجم عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، موقعي نداء أكادير الذي يؤسس، حسب موقعيه، لتشكيل تيار إصلاحي تقدمي داخل صفوف حزب علال الفاسي. واعتبر أمين عام الحزب، الذي كان يتحدث أول أمس السبت في أشغال الدورة المفتوحة للمجلس الوطني للحزب، موقعي النداء، الذين يتزعمهم البرلماني الاستقلالي علي قيوح، ضمن خانة أعداء الحزب الذين يجب التصدي لهم والحسم معهم خلال محطة مؤتمر الحزب، الذي تمت المصادقة خلال أشغال هذا اللقاء على أعضاء لجنته التحضيرية. واستعرض الفاسي، في معرض حديثه، جملة مما اعتبره منجزات حققها الحزب على رأس الحكومة التي يشغل فيها منصب الوزير الأول. وطالب أعضاء المجلس الوطني باستحضار البعد الذي يمثله الحزب لدى عموم المغاربة، كونه الحزب الوحيد الذي ظل متماسكا ولم يتعرض لأي انشقاق منذ 1959، حسب تعبيره. وكشف الفاسي، خلال هذا اللقاء، لأعضاء برلمان حزبه عن عزم الحكومة الزيادة في الحد الأدنى للأجور دون إعطاء أي رقم، مع خفض الأجور الخيالية التي يتلقاها كبار موظفي الدولة، وتفعيل الإجراءات والتدابير المتعلقة بإعادة الاعتبار إلى اللغة العربية وجعلها أداة للتواصل داخل الإدارات المغربية. وحسب مصادر من المجلس الوطني للحزب، فإن الفاسي دعا، خلال هذا اللقاء، إلى حل أزمة المجازين المعطلين عبر منحهم مأذونيات النقل. وبلغ عدد أعضاء اللجنة التحضيرية، الذين تمت المصادقة عليهم خلال هذا اللقاء، 370 عضوا، وأسندت مهمة رئاستها إلى شيبة ماء العينين، عضو اللجنة التنفيذية للحزب والمجلس الاستشاري لشؤون الصحراء. وتم تشكيل لجينة مصغرة منبثقة عن هذه اللجنة قصد التهييء للقانون الداخلي للجنة التحضيرية. وهيمنت جهة الرباط-زمور-زعير على تمثيلية مقاعد اللجنة التحضيرية ب103 أعضاء، حيث سيمثل الرباط 69 عضوا وسلا 20 عضوا والخميسات 10 أعضاء، فيما يمثل الخميسات 4 أعضاء، أما جهة الدارالبيضاء-المحمدية فبلغ عدد الأعضاء الممثلين فيها 58 عضوا. وبتشكيل هذه اللجنة، يكون آخر لقاء للمجلس الوطني للحزب، الذي بقيت دورته مفتوحة منذ أزيد من ثلاثة أشهر، قد استوفى أغراضه، حيث تميزت طيلة هذه الفترة بتجاذب وجهات نظر بشأن تمديد ولاية عباس الفاسي على رأس الحزب لولاية ثالثة إلى أن تم الحسم فيها من خلال الرسالة التي بعث بها مجلس الرئاسة للأمانة العامة للحزب، والتي تم التشديد فيها على ضرورة التقيد التام بمقتضيات القانون الداخلي للحزب واحترام موعد انعقاد المؤتمر. واستنادا إلى مصادر من اللجنة التحضيرية، التي تم تشكيلها أول أمس السبت، فإنه من المستبعد أن يتم عقد مؤتمر الحزب خلال شهري مارس أو أبريل القادمين، كما سبق وأن ورد في مقترح تقدم به مجلس الرئاسة، وذلك نظرا إلى طول الأشغال التي ستحتاجها اللجنة التحضيرية واللجان التي ستنبثق عنها، والتي تتطلب وقتا ليس باليسير من أجل إعداد القانون الداخلي قبل الشروع في الإعداد المادي والمعنوي للمؤتمر. ولم يحضر عن مجلس الرئاسة في هذا اللقاء سوى محمد الديوري، الذي غاب خلال اللقاء السابق، فيما غاب كل من بوستة والقادري وغلاب.