الرباط حنان بكور يستعد عدد من رجال الأمن بمدينة مراكش لتقديم رسالة إلى الملك محمد السادس يشرحون فيها تورط بعض المسؤولين الأمنيين في المدينة في دعم وحماية مافيا المخدرات مقابل إتاوات يدفعها لهم بارونات السم الأبيض، وهي الرسالة التي ينتظر أن تصل إلى الديوان الملكي في غضون اليومين المقبلين، كما ينتظر أن يتوصل والي الأمن بنسخة منها. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن الرسالة الموجهة إلى الملك تتضمن تشخيصا مدققا للواقع الأمني بعاصمة النخيل، وكذا الثغرات الأمنية وخيوط تورط عدد من المسؤولين في دعم وحماية باروانات المخدرات وشبكات الدعارة وتصوير أفلام الخلاعة مقابل إتاوات شهرية تصل إلى جيوب هؤلاء المسؤولين الأمنيين عن طريق مجموعة من الوسطاء. وتتضمن الرسالة، التي ساهم في صياغتها عدد من رجال الأمن من مواقع مختلفة، اتهامات لبعض رؤساء مصالح الشرطة القضائية بجمع إتاوات من تجار المخدرات النشطاء بمختلف أحياء المدينة، كالداوديات وسيدي يوسف بنعلي والملاح والقصبة ودوار العسكر... مقابل التستر عليهم. وحملت الرسالة أسماء محددة لبعض العناصر الأمنية التي ذاع صيتها في دعم مافيا الفساد بعاصمة النخيل. إلى ذلك، دعت الرسالة إلى اعتماد خطة عمل أمنية جديدة، خصوصا بعد التغييرات التي عرفها هرم السلطة الأمنية مؤخرا بمراكش. وأشارت ذات الرسالة إلى ثلاث نقاط أساسية من أجل دعم الإصلاح الأمني، أولاها أهمية إعادة انتشار العناصر الأمنية استنادا إلى معايير الكفاءة والعطاء والسجل النقي، إضافة إلى ضرورة إقرار المصالحة ومد جسور التواصل مع المواطنين، ثم قطع الطريق على العناصر الانتهازية والوصولية التي تستغل مواقعها الأمنية لمراكمة الثروات. ودعت الرسالة المسؤول الأمني الجديد بالمدينة إلى العمل على إعادة انتشار ما أسمته بالكفاءات الأمنية استنادا إلى معايير الكفاءة والمردودية، وذلك من أجل ضخ دماء جديدة في جهاز الأمن. وإعادة الانتشار، تقول الرسالة، يفترض أن تشمل أيضا شرطة المرور التي أصبحت تمثل جهازا مستقلا تمسك به عدة لوبيات تقوت في ظل غياب المراقبة والمحاسبة. وحسب ذات الرسالة، فإن عملية الإصلاح يجب أن تطال أيضا مصلحة الاستعلامات العامة التي صارت «تتحكم فيها المحسوبية والزبونية من خلال العلاقات بدور الضيافة وكبريات المؤسسات الفندقية، وبالتالي تفعيل دور هذا الجهاز خاصة في ظل اليقظة الأمنية التي يعرفها المغرب في ظل محاربة الإرهاب». إعادة الانتشار يفترض أيضا، حسب المصدر ذاته، أن تمس الضابطة القضائية التي تلعب دورا حساسا من خلال معالجة شكايات النيابة العامة، وأيضا من خلال اتصال عناصرها المباشر بالمعيش اليومي للمواطنين، و«يفترض أن تصب المذكرات الداخلية التي أصدرها والي الأمن كلها في اتجاه إعادة الثقة ونسج علاقات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل ما بين المواطن ورجال الأمن». وعلى مستوى عمل الضابطة القضائية، أشارت الرسالة إلى صاحب سوابق معروف بمراكش، وهو«م.ر»، مخبر لدى جهاز الضابطة القضائية، ويقوم في الوقت نفسه ب«التردد على عدة نقاط سوداء بالمدينة ليستخلص إتاوات يسلمها إلى مسؤولين أمنيين مقابل التستر على مافيا ترويج المخدرات بالمدينة»، على حد تعبير مصادر «المساء»، التي تضيف، أن «الحركة الدائبة التي يعرفها منزل هذا الأخير الكائن قرب مستشفى ابن زهر بمراكش لعدد من المسؤولين وتجار المخدرات تبقى مثار الكثير من الشكوك». وأشارت المصادر ذاتها إلى أن «م.ر» «يقوم أيضا بتصريف كمية من المخدرات ويوزعها على عدة نقاط بيع، وهذه السلوكات تمس بسمعة جهاز الأمن والعاملين به ويفترض قطع الطريق على مثل هذه العناصر».