- التمست، كبرلماني، في لقاء تواصلي لحزب العدالة والتنمية بالقنيطرة مع ساكنة المدينة، زيارة ملكية عاجلة لهذا الإقليم الذي يبعد عن العاصمة الرباط ب40 كيلومترا فقط، لإنقاذه. فهل الزيارة في رأيكم، هي الحل؟ أولا، للجواب عن هذا السؤال، أود توضيح أنني عملت، خلال تلك المناسبة، فقط على ضم صوتي إلى أصوات ساكنة القنيطرة، عاصمة جهة الغرب، في ملتمسها المشروع في التشرف بزيارة ملكية لا تحمل إلا مفاتيح الإصلاح ودعم التنمية ومحاربة الفساد. وكما لاحظ جميع من حضر هذا اللقاء، فإن عشرات تمثيليات هيئات المجتمع المدني، التي تعكس نبض الرأي العام المحلي والجهوي، التفت بدون استثناء حول ملتمس المطالبة بزيارة ملكية لهذا الإقليم الغني بثرواته والفقير من حيث معدلات التنمية. ولي اليقين أن مجموع المواطنين الذين يقطنون مدنا لم تحظ بعد بشرف خصها بزيارة ملكية رسمية تنتابهم نفس مشاعر سكان القنيطرة وهم يتطلعون إلى زيارة ملك البلاد لمدنهم وقراهم، لإصلاح الأعطاب التي أصابت قافلة التنمية بجهاتهم ووقف مسلسل عبث لوبيات الفساد بمسؤولية تدبير الشأن العام المحلي والتي تجد من يتواطأ معها على مستوى الإدارات المركزية ويتستر عن فضائحها، بل ويعمل على استبعادها من أجندة الزيارات الملكية كي لا يفتضح وضعها وتطالها إجراءات المساءلة والحساب، والضحية في الأول والأخير هي المواطن والوطن. - طيب، قلتم إنكم كبرلمانيين جئتم لنقل هموم المواطن إلى الدوائر الرسمية، قصد إيجاد حلول بشأنها. أنتم منتخبون بحزب العدالة والتنمية المعارض، هل لديكم استعداد لنقل ملف الزيارات الملكية إلى قبة البرلمان؟ بكل تأكيد، نحن كممثلين للشعب المغربي بمجلس الأمة، جوهر مهمتنا داخل البرلمان هو الاستماع إلى هموم المواطنين والعمل، بالتالي، على نقلها بكل أمانة إلى البرلمان لمساءلة الحكومة بشأنها وفق ضوابط قانونية معروفة والتزامات أخلاقية لحزب العدالة والتنمية تجاه قضايا الشعب المغربي كافة. وأعتقد أن مطالب أو ملتمسات ساكنة مدن، أقصتها لوبيات من زيارات ملكية، نحن مستعدون لنقلها إلى البرلمان باعتبارها جزءا من هموم المواطن الذي صوت على ألواننا لتمثيله بالبرلمان، ولا نرى في ذلك حرجا طالما نضع أيدينا في يد الشرفاء لمحاربة الفساد ورموزه التي تتحمل مسؤوليات عمومية لمراكمة الثروات وتلبية مصالحها الخاصة بلا ضمير. - حسب المراقبين، هذا رهان جديد ينضاف إلى معركة حزبكم مع الفساد، فعلى من تعولون لكسبه؟ في الواقع نحن نعول على التزامنا السياسي والأخلاقي تجاه الوطن ككل، وعلى تحالفنا الاستراتيجي مع مختلف المواطنين الشرفاء المتكتلين داخل هيئات المجتمع المدني وعلى الصحافة الوطنية، لإنجاح معركتنا ضد الفساد، وما أفسدته السنين والأعوام لا تصلحه الشهور والأيام.. لكن بالإرادة يمكن تذليل كل الصعاب والفتك بلوبيات الفساد، ليس بجهة الغرب وحدها أو عاصمتها القنيطرة بل بالوطن بصفة عامة.