عبد الإله سخير كشفت مصادر مقربة من الوفد المغربي المفاوض في مانهاست، التي اختتمت فيها أطوار المفاوضات بين البوليساريو والمغرب أول أمس الأربعاء بالاتفاق حول عقد جولة رابعة في مارس المقبل، أن وفد البوليساريو كان يطلب توقيف جلسة المفاوضات كلما تم التطرق إلى بعض النقط الأساسية المتعلقة بصلب هذه المفاوضات، حتى يتسنى لهم ربط الاتصال بقيادة الجبهة والتشاور حول القرار الذي سيتم اتخاذه. وأشارت المصادر المشار إليها إلى أن وفد البوليساريو لم تكن له صلاحيات واسعة لاتخاذ أي قرار، الشيء الذي حدا بالوسيط الأممي والسوم إلى اتخاذ خطوة أكثر عملية، حيث أعلن عن اعتزامه القيام بجولة في المنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة. من جهة أخرى، ذكرت مصادر مقربة من وفد البوليساريو أن تدخلات أعضاء الوفد المغربي انصبت حول إبراز مدى التحول الذي عرفته المنطقة خلال السنوات الأخيرة، والمسار الديمقراطي الذي دشنه المغرب منذ تولي محمد السادس مقاليد الحكم. وحسب هذه المصادر، فإن أعضاء الوفد المغربي الرسمي، جمعيهم، تناوبوا على أخذ الكلمة، كل حسب اختصاصه. حيث أبرز وزير الخارجية، والتعاون الطيب الفاسي الفهري، مدى التحول الديمقراطي الذي عرفه المغرب ومخطط التنمية البشرية، وما عرفته المناطق الصحراوية من إعمار وازدهار. في حين انصب تدخل ياسين المنصوري، مدير إدارة الدراسات والمستندات، حول إبراز الدور الذي لعبه المغرب في محاربة الإرهاب. أما وزير الداخلية بنموسى، فلم يخرج تدخله عن الإطار العام الذي حددت معالمه خلال الكلمة الافتتاحية، التي تدخل فيها أثناء بداية هذه الجولة من المفاوضات، من خلال إبراز مدى التطور الذي شهدته المؤسسات بالمغرب وما تمنحه من ضمانات لإنجاح مبادرة الحكم الذاتي. وفي المقابل، كان تدخل رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خليهن ولد الرشيد، ذا نبرة خاصة، من خلال محاولة استمالة أعضاء الوفد الصحراوي، وتوجيه رسالة مباشرة تدعو كافة أعضاء البوليساريو إلى الدخول إلى المغرب والقبول بفكرة الحكم الذاتي. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن ولد الرشيد وصف أعضاء الوفد الصحراوي بالأبطال، في سياق محاولته لاستمالتهم للقبول بفكرة الحكم الذاتي، وبالتالي الدخول إلى المغرب. من جانبهم، استعرض أعضاء وفد البوليساريو ما اعتبروه إنجازات ديمقراطية خلال المؤتمر الأخير الذي عقدته الجبهة في تفاريتي. كما خُصص قسط كبير من تدخلاتهم لمهاجمة ما اعتبروه تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان عرفتها المناطق الصحراوية. كما تم توظيف التقرير الأخير الذي أصدرته منظمة هيومن رايت ووتش الأمريكية، التي تناولت جوانب ما اعتبرته انتهاكات لحقوق الإنسان في الصحراء خلال الفترة الأخيرة. وحسب المصادر ذاتها، فإنه في كل مرة كان يتدخل فيها أعضاء الوفد المغربي لإبراز مدى التقدم الذي عرفه المغرب في ما يخص الطي النهائي لملفات حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي الذي شهده، كان أعضاء الوفد الصحراوي يتعمدون الاستشهاد ببعض الوقائع الجانبية، حيث تم توظيف الخبر الذي روجته وسائل الإعلام الجزائرية، بالتزامن مع انطلاق هذه الجولة من المفاوضات، بخصوص العثور على مقبرة جماعية بالسمارة بالقرب من مقر ثكنة كانت تابعة للقوات المساعدة بالمنطقة. من جانبه، حاول الوسيط الأممي والسوم التخفيف من حدة النقاشات بين الجانبين، من خلال إعادة طرح النقط العشر التي سبق أن طرحها خلال الجولتين السالفتين، عبر اقتراح زيارات عائلية بين الطرفين عبر البر، بعدما كانت هذه العملية، التي تشرف عليها المندوبية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تقتصر على الرحلات الجوية، وإجراء مقابلات رياضية وسباق الإبل بين الفرق الصحراوية ونظيرتها المغربية، وتبادل الرسائل عبر البريد المباشر، ووضع برنامج مشترك لبعثة الحج الصحراوية، وحضور مناسبات الزواج والوفيات ما بين العائلات الصحراوية، مع إحداث لجنة عسكرية مشتركة بين المغرب والبوليساريو تشرف على وقف إطلاق النار ونزع الألغام، والقيام بزيارات على مستوى عال ما بين الطرفين، وإحداث مشاريع بالمنطقة تشرف عليها الأممالمتحدة على مستوى التمويل، بالإضافة إلى إحداث لجنة مشتركة ما بين الطرفين لمراقبة كيفية التعاطي مع هذه النقط.