حافظ الوسيط الأممي بيتر فان والسوم، الذي يرعى المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليساريو، على نفس الترتيبات التي وضعها خلال الجولات الثلاث السالفة. فداخل إقامة غرين تري في مانهاست قرب نيويورك، كان لأعضاء الوفدين المغربي والصحراوي موعد مع مأدبة عشاء مساء أول أمس الأحد، حيث انضم إلى الطرفين كل من وفدي الجزائر وموريتانيا. وحسب مصادر من البوليساريو، فإن الوفدين تحاشيا، خلال هذه الجلسة، تبادل المصافحة في ما بينهما. حيث تكرر نفس المشهد الذي ميز الجولتين الثانية والثالثة، باستثناء الجولة الأولى التي تم فيها تبادل المصافحة عبر الأيدي بين رئيسي الوفدين، لكن تلك الجولة لم تخل هي الأخرى من مفاجآت، عندما امتنع وفد البوليساريو عن مصافحة خليهن ولدي الرشيد وأعضاء الوفد الصحراوي المرافق للوفد المغربي. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإنه نظرا لغياب جو من الحميمية بين أعضاء الوفدين، اضطر الوسيط الأممي إلى عقد لقاءات ثنائية مع أعضاء كل وفد على حدة من أجل تفادي الوقوع في نفس الإشكالات التي ميزت الجولات السالفة. كما طلب من الوفدين التقدم بمقترحات من أجل تذويب نقط الخلاف القائمة. وحسب نفس المصادر، فإن والسوم اقترح على أعضاء الوفدين، خلال هذه اللقاءات الثنائية، الشروع في مناقشة إجراءات زرع الثقة التي سبق أن تم اقتراحها منذ انطلاق مسلسل المفاوضات السنة الماضية، وبقيت مجرد مقترحات غير قابلة للتطبيق. وتتمثل هذه الإجراءات في القيام بزيارات عائلية بين الطرفين عبر البر، بعدما كانت هذه العملية، التي تشرف عليها المندوبية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تقتصر على الرحلات الجوية، وإجراء مقابلات رياضية وسباق الإبل بين الفرق الصحراوية ونظيرتها المغربية، وتبادل الرسائل عبر البريد المباشر، ووضع برنامج مشترك لبعثة الحج الصحراوية، وحضور مناسبات الزواج والوفيات ما بين العائلات الصحراوية، وإحداث لجنة عسكرية مشتركة بين المغرب والبوليساريو تشرف على وقف إطلاق النار، ونزع الألغام، والقيام بزيارات على مستوى عال ما بين الطرفين، وإحداث مشاريع بالمنطقة تشرف عليها الأممالمتحدة على مستوى التمويل، بالإضافة إلى إحداث لجنة مشتركة ما بين الطرفين لمراقبة كيفية التعاطي مع هذه النقط. وفد البوليساريو لم يخرج عن نهجه السابق، وحاول جاهدا، طيلة المدة التي جمعته بالوسيط الأممي، استعراض ما اعتبره انتهاكات لحقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية الواقعة تحت النفوذ المغربي، ووضعية المعتقلين الصحراويين داخل السجون المغربية، وهي تكاد تكون تقريبا نفس الأمور التي يتذرع بها من أجل تفادي التطرق إلى جوهر المفاوضات. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن وفد البوليساريو يذهب إلى هذه الجولة من المفاوضات، وفي ذهنه أن أقصى ما يمكن أن تصل إليه هو الاتفاق على عقد جولة خامسة . من جانبه، عقد الوفد المغربي بمقر إقامته بنيويورك لقاء خاصا مع أعضاء الوفد الإعلامي المرافق له ،عبر من خلاله عن الأمل في أن تنخرط الأطراف الأخرى خلال هذه الجولة الجديدة، وبعيدا عن أية استفزازات ومراوغات، في مفاوضات بناءة وجدية، مع أخذ الجهود التي بذلها المغرب منذ 2006، والتي تكللت بمبادرة الحكم الذاتي، بعين الاعتبار، كما دعا إلى ذلك قرار مجلس الأمن رقم 1783 واستهلت المحادثات الرسمية التي انطلقت أمس الاثنين بإلقاء خطابات رؤساء الوفود.