حافظ الوسيط الأممي بيتر فان والسوم، الذي يرعى المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليساريو، على نفس الترتيبات التي وضعها خلال الجولات الثلاث السالفة. فداخل إقامة غرين تري في مانهاست قرب نيويورك، كان لأعضاء الوفدين المغربي والصحراوي موعد مع مأدبة عشاء مساء أول أمس الأحد، وانضم إلى الطرفين كل من وفدي الجزائر وموريتانيا. وحسب مصادر من البوليساريو، فإن الوفدين تحاشيا، خلال هذه الجلسة، تبادل المصافحة في ما بينهما. حيث تكرر نفس المشهد الذي ميز الجولتين الثانية والثالثة، باستثناء الجولة الأولى التي تم فيها تبادل المصافحة عبر الأيدي بين رئيسي الوفدين، لكن تلك الجولة لم تخل هي الأخرى من مفاجآت، عندما امتنع وفد البوليساريو عن مصافحة خليهن ولد الرشيد وأعضاء الوفد الصحراوي المرافق للوفد المغربي. وفد البوليساريو لم يخرج عن نهجه السابق، وحاول جاهدا، طيلة المدة التي جمعته بالوسيط الأممي، استعراض ما اعتبره انتهاكات لحقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية الواقعة تحت النفوذ المغربي، ووضعية المعتقلين الصحراويين داخل السجون المغربية، وهي تكاد تكون تقريبا نفس الأمور التي يتذرع بها من أجل تفادي التطرق إلى جوهر المفاوضات. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن وفد البوليساريو يذهب إلى هذه الجولة من المفاوضات، وفي ذهنه أن أقصى ما يمكن أن تصل إليه هو الاتفاق على عقد جولة خامسة. من جانبه، عقد الوفد المغربي بمقر إقامته بنيويورك لقاء خاصا مع أعضاء الوفد الإعلامي المرافق له، عبر من خلاله عن الأمل في أن تنخرط الأطراف الأخرى خلال هذه الجولة الجديدة، وبعيدا عن أية استفزازات ومراوغات، في مفاوضات بناءة وجدية، مع أخذ الجهود التي بذلها المغرب منذ 2006، والتي تكللت بمبادرة الحكم الذاتي، بعين الاعتبار، كما دعا إلى ذلك قرار مجلس الأمن رقم 1783. واستهلت المحادثات الرسمية التي انطلقت أمس الاثنين بإلقاء خطابات رؤساء الوفود.