مراكش - فاطمة الزهراء شرف الدين « لجأت إلى القانون ولم ينصف ابنتي، الآن لجأت إلى نفسي، وكنفكر في شي حوايج خايبة»، يقول هشام بصوت حزين وبتوعد بعد أن اغتصبت ابنته وهي طفلة في ربيعها الرابع والنصف من طرف ابن الجيران، كما يقول. يحكي الأب تفاصيل ما حدث: «كانت زوجتي تتحدث إلى الجيران حول فاتورة الماء والكهرباء، وفجأة، تقول الأم، غابت الطفلة عن ناظريها، وبعد برهة عادت وأخذت الأم تصرخ عندما علمت منها ما وقع، فكلمتني هاتفيا، ولكن مغتصب ابنتي البالغ من العمر 17 سنة فر، وأنا مازلت حتى الآن أحتفظ بسروالها المليء بالمني»، ويستطرد الأب غاضبا: «استدعاه رجال الأمن بعد أربعة أيام، بأمر من وكيل الملك الذي رأى الطفلة، ثم بعثونا إلى الشرطة القضائية، وهناك طلبوا شهودا، فجاء الشاهد، وهو أحد أفراد الجيران، وقال إنه لم ينشب شجار بيننا ذاك اليوم خلافا لما قالت أسرة الفتى، ولكن كتب في المحضر أن ما حدث هو شجار فقط واتهام باطل». يأخذ الأب سيجارة ويشرد هنيهة ثم يواصل كلامه: «الشاهد لم تقبل شهادته. والسروال، أليس دليلا!؟ واش طبعة المني ما يمكنش نديرو ليها التحاليل!؟ ما نظلموهش وما نظلمش راسي». ويروي الأب كيف تغيرت حياته بعد ذلك: «ابنتي تتكلم ليلا وتكرر عبارة: «توقف، توقف». وهي نفس العبارة التي ترددها أثناء التحقيق معها. المتهم كيدور في الزنقة ولم يدخل إلى مركز الأحداث بدوار العسكر، وعندما ذهبت لأتأكد بعد أن لمحته طفلتي وهي برفقة أمها في ساحة جامع الفنا، عاملني مدير المركز بجفاء»، ويردف قائلا: «غيرت السكن والروض حتى لا تصبح فريسة لكلام الناس وحتى لا يشير إليها الجيران: «هادار ليها». هل خسرت 20 ألف درهم لكي أكذب على أحد؟ كيف يمكن أن أبقى في نفس المنزل معه وهو حر طليق، القضية موقفة و لبنت معقدة وأنا حماقيت». غادر الأب دبي بعد أن كان يتقاضى 1200 أورو شهريا ليعمل بالمغرب ب70 درهما في اليوم، وكل هذا للبقاء قرب ابنته، على حد تعبير الأب الذي يستطرد مستنكرا: «ما وقع لابنتي يمكن أن يقع للعديد من الفتيات لأن الشخص المعني بالأمر لم يعاقب، لقد فعل فعلته في شهر ماي الماضي أي قبل تسعة أشهر، متى ستدعوني المحكمة، خصو يدير الإعادة قدامهم عاد يتيقو، نلاقيوهم ونصفقو عليهم، هذا هو الدليل ربما في نظرهم، فالشاهد لا يكفي ورفضوا كذلك إجراء تحاليل للمني الموجود بسروالها». لم يعد يثق هشام في أي أحد، وهذا ما أكده بالقول: «الحكرة، القانون ما كاينش، عندما أسرد لأحد هذه القصة دون ذكر اسم ابنتي أو اسمي يجيبني: «في بلاصتو ما نمشيش المخزن»، ويرد على نفسه: «فيا ما ندير ليه راسو في ميكا ونحطو عند وكيل الملك وأقول: «آشنو، غادي تقبطني دابا ولاّ بعد 9 أشهر، حتى دّير شي جريمة، عاد يقلبو عليك صباح مساء، حتى الآن مازلت صابرا ولكنني لا أضمن ذلك لمدة طويلة»، تغرورق عينا الأب بالدموع وهو يقول: «واش أنا وابنتي الضحية نمشيو نقبطوه؟ هناك حالات عدة لاغتصاب الأطفال ومازال المجرمون طلقاء»، ويضيف بحسرة واستسلام بعد أن «تهرس جهدي»، على حد قوله: «هاذ الطفل كيوقع ليه المشكل ولكن من يحميه، أرى أن تلك الخطابات التي نراها في التلفزيون حول حقوق الطفل يجب أن نضع مكانها إشهار جافيل».