أحالت الشرطة القضائية بمدينة المحمدية، أول أمس الاثنين، على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء عامل بناء متهم بالاعتداء على زوجته بالضرب الذي أدى بها إلى الموت، بعد أن أصرت على حضور حفل زفاف لدى الجيران رفقة ابنتها. علمت «المساء» من مصادرها بأن الزوج كان قد هددها بالضرب في حالة مخالفة أمره، وأنه اكتشف أن ابنته البكر فاطمة الزهراء حضرت حفل الزفاف رفقة جدتها، أم الضحية، مما جعل غضبه يشتد، فعمد على طرد ابنته بعد عودتها مساء السبت المنصرم من منزله الصفيحي بكاريان البرادعة، ونفذ وعيده لزوجته التي أشبعها ضربا وحاول خنقها بمنديل سحبه من رأسها ولفه حول عنقها. أيوب الطفل الصغير، الذي اعتاد معاينة عراك الأبوين، لاحظ أن أباه يحاول قتل أمه، فهرع إلى خارج المنزل طالبا النجدة، وحضر بعض الجيران وضمنهم أحد أقاربه، وتمكنوا من إنقاذ الزوجة، وفض النزاع، وإعادة الطفلة إلى منزلها. لم يمر إلا يومان على الهدنة المفروضة على الزوجين، ليعود نفس الصراع إلى التأجج، وانتهى بالاعتداء على الضحية. أسعفت نجاة جسدها بما تيسر من أدوية تقليدية، فيما ظل التوتر يدمر جهازها العصبي. صباح يوم الأربعاء المنصرم، استفاقت الضحية كعادتها باكرا لتعد ما تيسر من فطور لطفليها وتصطحبهما إلى المدرسة كما العادة. وعندما كانت عائدة إلى منزلها سقطت مغشية عليها ليتم نقلها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى المحلي، حيث تلقت الإسعافات الأولية وعادت بسرعة لتنتظر طفليها على الغذاء. في تلك الفترة كان الزوج قد توجه إلى منزل شقيقته بكاريان المسيرة حيث حكى لها ما جرى مع زوجته، واقترحت عليه المكوث عندها حتى تهدأ الأنفس. قضت نجاة ليلة الأربعاء/الخميس مع طفليها في غياب زوجها، مرارة ويأس جديدين زادا من توتر أعصابها، لتقضي الليل في البكاء، وتنهي مسارها في الحياة في حدود الرابعة صباحا من فجر يوم الخميس المنصرم، سكرات الموت جعلت نجاة تحشرج، مما جعل فاطمة الزهراء التي أصابها الأرق في تلك الليلة العصيبة تنهض من فراشها للاطمئنان على أمها، لتجدها هامدة بلا حراك، خرجت الطفلة التي تتابع دراستها في مستوى الخامس ابتدائي. مسرعة إلى بيت جدتها لأمها، لتخبرها بأن أمها أصابها مكروه، وعادت الطفلة رفقة جدتها لتتأكد الأخيرة أن نجاة فارقت الحياة. رحمة، أم الضحية التي يعتبرها الزوج من مسببات النزاع بينه وبين زوجته، لاحظت جروحا وخدوشا على مستوى وجه ابنتها الهالكة وعنقها ورغوة ودما في فمها وأنفها، كما لاحظت غياب الزوج، فشكت في أمر وفاتها، وقررت رفع شكاية إلى وكيل الملك لدى ابتدائية المحمدية، اتهمت فيها زوج ابنتها بقتلها. رحمة أكدت في محضر الاستماع إليها من طرف الشرطة القضائية أن ابنتها، التي كانت تبلغ من العمر 44 سنة، عانت بصحبة عبد الإله زوجها، الذي يصغرها ب13 سنة، وطفليها أيوب (7سنوات) وفاطمة الزهراء (12 سنة)، بسبب الفقر والاضطهاد من طرف زوجها الذي كان يرفض تلبية حاجيات الأسرة. وأضافت أن الزوج الجاني طلب من ابنتها في العديد من الفترات أن ترخص له قصد الزواج من امرأة ثانية، وأنها كانت ترفض طلبه. وأضافت أن الضحية كانت تعيش أزمات نفسية ضغطت عليها بقوة، مما أثر على أعصابها وأعاق جريان الدماء في بعض عروقها، وصرخت في وجه أفراد الأمن الوطني: ابنتي ماتت بالفقسة والعصا والجوع، دعيت لله... المحال محالها، عاشت تراسة عليه وماقنعش...). الشرطة القضائية انطلقت في بحثها عن الجاني ليتم اعتقاله في اليوم الموالي لوفاة الضحية، قرب مسكن شقيقته بكاريان المسيرة، الجاني اعترف بالمنسوب إليه من اعتداء على زوجته، وأكد أنه لا يعلم شيئا بخصوص وفاة زوجته، وتقرير الطب الشرعي نفى أن يكون موتها ناتجا عن اعتداء زوجها عليها.