لحسن والنيعام : لا زالت بلدة بومالن دادس تعيش على إيقاع هاجس أمني كبير فرضته الأحداث التي عاشتها يوم الأحد الماضي. مصادر جمعوية أفادت بأن البلدة التي تقع بين وارزازات والراشيدية شهدت إنزالا أمنيا كبيرا وحضورا للجيش والقوات المساعدة، وهي كلها أجهزة تدخلت لما اندلعت تظاهرات السكان واختلطت بأعمال شغب أحرق فيها العلم الوطني. وتشير المصادر إلى أن منطقة الجنوب الشرقي تعيش «غليانا» منذ منتصف شهر دجنبر، وذلك عبر تنظيم تظاهرات ومسيرات احتجاجية تطالب برفع التهميش عن المنطقة وبناء بعض التجهيزات التي يعتبرها السكان أساسية مثل المستوصفات والطرق. وتعود أسباب أحداث بومالن دادس الأخيرة إلى تضامن السكان مع أبناء منطقة «تيلمي» والتي اشتهرت في انتخابات 7 شتنبر الأخيرة بمقاطعة كاملة للانتخابات بسبب ما سموه بالتهميش المفروض عليهم. كما تضامن هؤلاء مع سكان امسمرير، وهي مناطق توجد في أعلى الجبال المحيطة ببلدة بومالن دادس. وقد نزلت ساكنة هذه المناطق إلى مركز البلدة للتظاهر والاحتجاج، بعدما أعياها الانتظار خصوصا في أيام الشتاء التي تنقطع فيها الطرق بسبب الثلوج والفيضانات. وبتضامن سكان بومالن مع هؤلاء تم توقيف حركة السير بالمركز الصغير للبلدة، وتحركت الآلة الأمنية التي تم تطعيمها بتعزيزات أمنية أخرى من الراشيدية ووارزازات، وهي مناطق معروفة بحضور مكثف للجيش فيها. ودخل السكان في مواجهات مع رجال الأمن والجيش نتج عنها اعتقال ما يقارب 40 شخصا، أغلبهم من نشطاء الحركة الأمازيغية والتي تعرف المنطقة بحضور وازن لخطابها. وخلفت المواجهات أضرارا في صفوف بعض الممتلكات مثل السيارات وحافلات النقل، وغذى إحراق العلم الوطني المواجهات بين الساكنة ورجال الأمن. وتقول المصادر إن مداهمات المنازل لا تزال متواصلة، كما تذهب إلى أن الوجهة التي اقتيد إليها المعتقلون لا تزال مجهولة.