تمكنت عناصر الفرقة الجنائية التابعة للشرطة القضائية بن امسيك سيدي عثمان، من القبض على مرتكبي جريمة القتل التي وقعت قبل شهرين من الآن، بقرية الجماعة بالدار البيضاء، وتعود تفاصيل الجريمة حين نقلت سيارة الإسعاف شخصا مصابا بجروح بليغة إلى قسم المستعجلات سيدي عثمان، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول إلى المستشفى، وبعد إشعار شرطة المداومة انتقلت رفقة الفرقة الجنائية إلى المستشفى من أجل المعاينة وتبين أن الضحية مصاب بطعنتين على مستوى الصدر جهة القلب، وعلى مستوى ذقنه، ويتعلق الأمر بالمسمى قيد حياته، عدي عبد اللطيف، من مواليد سنة 1989 ، ينحدر من إقليم أزيلال، مهنته صباغ، ويقطن رفقة مجموعة من أبناء بلدته بشارع الجولان، رقم 266 ، كما انتقلت الفرقة الجنائية إلى المكان الذي نقل منه الهالك، القريب من مقر سكناه، وتم إجراء تحريات ميدانية واستفسار مجموعة من الحراس الليليين، وبعض السكان من أجل معرفة مرتكبي الجريمة، ولكن دون جدوى، بعد ذلك قامت الفرقة بحملة تمشيطية وتحريات ميدانية بالمكان المذكور والأحياء المجاورة بدرب فريحة وقيسارية سباتة، وسيدي عثمان وغيرها، حيث تبين أن المكان الذي نقل منه الضحية يتواجد على مقربة من ساحة فارغة بالقرب من سيدي عثمان ، وهي ساحة يتربص بها مجموعة من المنحرفين بالمارة، ويشربون الخمر، ومن خلال البحث الذي بوشر في القضية تم التوصل إلى أسماء مجموعة من المنحرفين وذوي السوابق العدلية، وقد تم إجراء مراقبات سرية وحملات تمشيطية بعين المكان تمكنت على إثرها عناصر الفرقة الجنائية من التوصل إلى بعض الشهود الذين عاينوا حادث الاعتداء على الضحية، من طرف شخصين أدلوا بأوصافهم بالتدقيق، وكذا شكل الملابس التي كانا يرتديانها، تبين بعدها أن هذه الأوصاف هي لشخصين يقطنان بدرب فريحة ويتعاطيان السرقة بالعنف في حق المارة، وتبين كذلك بأنهما في حالة فرار. وبعد التوصل إلى أسمائهما وعناوينهما تم رصد كمين لهما، وتم ضبط المتهم الأول المسمى، (ر. ف.)، من مواليد سنة 1992 ، حيث تمت مواجهته بوقائع الحادث، ليعترف بأن له شريكا في العملية، يسمى (ع.ع)، مزداد سنة 1989 يقومان معا باعتراض سبيل المارة والسرقة بالعنف، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وقد نفذا عدة عمليات، كان آخرها في شهر نونبر من العام الماضي، حين اعترضا شاب في مقتبل العمر بشارع الجولان، إذ كانا متربصين بمكان مظلم قرب ملعب بحي سيدي عثمان، ولما مر الضحية بالقرب منهما باغتاه، وأشهر أحدهما السكين في وجهه، وقاومهما الضحية، إذ قام بتوجيه لكمة إلى أحدهما على مستوى الوجه، في حين قام الثاني بتوجيه طعنتين للضحية على مستوى الصدر والذقن، وغادرا المكان، وفي اليوم الموالي، سمعا بخبر يتداوله الناس فيما بينهم مفاده بأن شخصين اعترضا سبيل شاب ووجها له الضرب والجرح الخطيرين بواسطة السلاح الأبيض، ليتوفى بمستعجلات سيدي عثمان، لكنهما واصلا عملهما الإجرامي، واعترضا سبيل شخص ثان بنفس المكان، سلباه بعض النقود وسافر كل واحد منهما إلى مسقط رأسه قصد إبعاد الشبهات عنهما، وبناء على هذه التصريحات التي أدلى بها المتهم الأول تم القبض على المتهم الثاني (ع.ع) الذي تمت مواجهته بتصريحات شريكه، وتصريحات الشهود فاعترف هو الآخر بالمنسوب إليه، وأفاد بأنه عاطل عن العمل ومنذ مدة فكر في طريقة لكسب المال وسد متطلباته اليومية، ووجد، حسب قوله، أن الطريق السهل والوحيد هو السرقة، وبذلك اتفق مع شركائه وعددهم أربعة من ضمنهم المذكور( ر.ف) وكونوا عصابة إجرامية مختصة في اعتراض سبيل المارة بالشارع العام، وأحياء قرية الجماعة، وقد قاموا بعدة عمليات منها ما استهدف المارة ومنها ما استهدف المنازل بدرب فريحة، وتبين أن مجموعة من العمليات هي موضوع شكايات متعددة، سجلت من طرف الضحايا، وبعد إتمام البحث مع الأظناء أحيلا على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالبيضاء من أجل القتل العمد المقرونين بتكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقات الموصوفة.