ذكر الموقع الرسمي لقناة «إم بي سي» أن المسلسلات التركية التي لاقت رواجا كبيرا وجماهيرية في العالم العربي، ساهمت في إنعاش سوق الكتب في تركيا، حيث نقل عدد من الأعمال التلفزيونية الأدب التركي إلى شاشة التلفزيون والسينما، ما أدى إلى انتشار الأعمال الأدبية ووصولها إلى الجماهير على نطاق واسع. وحسب صحيفة «أكشام» Akşam التركية، فقد كانت الدراما التركية بمثابة الشرارة التي أخرجت الأعمال المهمة في الأدب التركي، بعد انتظار طويل المدى من رفوف المكتبات، بفضل تطلع مشاهدي المسلسلات ولمطالعة القصص والروايات الأدبية التي استوحيت منها هذه الأعمال. وأوضحت الصحيفة -حسب ما جاء في الموقع- أن إنتاج المسلسلات عن الأعمال الأدبية فتح الأبواب مشرعة لارتفاع مبيعات الكتب في تركيا، حيث زاد اهتمام القراء -وخصوصا جيل الشباب- بمنتجاتهم المحلية الأدبية الكلاسيكية في عصر يعتبر ما بعد الحداثة، حتى لو لم يكن هناك ولاء للنص بالكامل، ولكن هناك ولاء للمضامين الإنسانية في الروايات الكلاسيكية. وفي هذا السياق، ذكر بعض العاملين في دور النشر التركية أنه في السنوات السابقة كانت تنشر طبعتان فقط في العام الواحد من هذه الروايات مثل «العشق، الممنوع»، والآن مع بث المسلسل الذي يحمل نفس الاسم، وصلت طبعات هذه الأعمال إلى 4 آلاف نسخة في الشهر الواحد. وبرر القائمون على دور النشر التركية هذا الارتفاع المفاجئ في مبيعات كتبهم بكون الناس الذين لم يقرؤوا أي رواية في حياتهم أصبحوا يهرولون إلى المكتبات لشراء الرواية لأنهم متلهفون لمعرفة نهاية الأحداث سريعا قبل أن ينتهي العمل الدرامي. وأوضحت مسؤولة دار نشر «إيفرست»: «لقد نشرنا أربعة عشر طبعة لرواية «مزرعة الهانم» إلى فترة قريبة، ولكن مع بث المسلسل طبعنا في الشهر الواحد ألفي نسخة، نحن سعداء جدًّا لتأثير المسلسلات الأدبية على المشاهدين، لأن الكتب تطبع للنشر وليس لبقائها على رفوف المكتبات». أما المدير المسؤول عن دار نشر «انقلاب Inkılap» آريت دميركايا، فقال: «ساهمت المسلسلات في تنشيط حركة بيع الروايات التركية الكلاسيكية، فمثلا طبعت رواية «الأوراق الساقطة» 5 آلاف نسخة في عدة طبعات سابقة خلال ثمانية وخمسين عاما، ولكن بعد بث المسلسل طبعنا في ثمانية أشهر 3.300 نسخة». وأشارت الصحيفة التركية إلى أن المنتج كرام جتاي، صاحب شركة الإنتاج «Ay Yapım» هو أول من تصدى لإنتاج المسلسلات المستوحاة عن الروايات الأدبية، وأصبح على رأس قائمة المنتجين الأكثر دخلاً، حيث كسب 33.8 مليون ليرة تركية (ما يقارب 22.7 مليون دولار)، حسب مجلة فوربس التركية في عددها يوليوز 2009 فقط من المسلسلات الثلاث المستوحاة من الأعمال الأدبية، وهي «الأوراق الساقطة»، «دقات القلب».. وهو المسلسل المستوحى من رواية «من الشفاه إلى القلب» و«العشق الممنوع». يذكر أن معظم الأعمال الأدبية التي حولت إلى أعمال تلفزيونية هي من الأدب التركي الكلاسيكي، فمثلًا «الأوراق الساقطة» نشرت عام 1939، للروائي رشاد نوري جونتكين، ورواية «من الشفاه إلى القلب» نشرت عام 1923 للكاتب نفسه، و«العشق الممنوع» نشرت في حلقات في مجلة «ثروة الفنون» بين عامي 1899-1900، ثم نشرت في كتاب عام 1923 للروائي خالد ضياء أوشاكليجل، ورواية «المجرة» للروائية كريمة نادر، ورواية «مزرعة الهانم» للروائي أورهان كمال التي نشرت عام 1961.