سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضحية انهيار سقف المركز الاستشفائي بابن سليمان تحاسب على تصريحاتها للمساء سعاد مزيان سقطت مغشيا عليها داخل مقر مندوبية الصحة بعد أن طولبت بفحص مضاد لتبرير عشرة أيام منحت لها كمدة عجز
في الوقت الذي كانت فيه سعاد مزيان، الممرضة التي راحت ضحية انهيار سقف المركز الاستشفائي الإقليمي بابن سليمان، ترقد في منزلها منهارة من شدة هول الكارثة، في انتظار زيارة وفد طبي لمواساتها أو مكالمات هاتفية من المسؤولين للاطلاع على أحوالها، فوجئت بمندوب الصحة يطلب منها الحضور إلى مقر المندوبية من أجل الخضوع لفحص مضاد، بعد أن منحتها الطبيبة النفسانية شهادة طبية مدة العجز بها عشرة أيام. سعاد، التي لم تستفق بعد من الصدمة، عادت لتغيب عن وعيها لعدة دقائق، تاركة ابنتها الوحيدة القاصر تصرخ وتبكي طالبة نجدة ساكنة الجوار بحي كريم من داخل غرفتها. عادت سعاد إلى وعيها واستجمعت ما تبقى لها من قوى وذهبت صحبة طفلتها، صباح الأربعاء المنصرم، إلى مقرر المندوبية حيث ووجهت بجفاء وإهمال كبيرين، مما جعلها تنهار من جديد داخل أحد مكاتب المندوبية وتبقى لحوالي نصف ساعة مرمية على الأرض، إلى أن جاء طليقها واستدعى سيارة الإسعاف، بعد أن فشلت ابنتها في إقناع المسؤولين باستدعاء سيارة الإسعاف المتواجدة على بعد 100 متر عن مقر المندوبية. ليتم حمل الممرضة بين أذرع ابنتها وطليقها بدون استعمال سرير إلى سيارة الإسعاف، حيث نقلت إلى غرفة بالمركز الاستشفائي المتهدم، وتركت لحالها دون أدنى فحص أو رعاية. مصادر طبية أكدت أن التهميش والجفاء اللذين طالا الممرضة الضحية كانا بسبب ما صرحت به ل«المساء» من أقوال بعد أن تعرضت لحادث انهيار السقف، وأن المسؤولين الذين وجهت إليهم انتقادات من جهات عليا، قرروا النيل منها لحثها على الصمت وعدم الكشف عن حقيقة ما جرى لها داخل المستشفى الذي لازال يهدد بوقوع كوارث أخرى، محتملة، ما دام مفتوحا. المسؤولون الطبيون قالوا ل«المساء» إن المندوب (كيدير خدمتو)، فيما استاء آخرون من طريقة التعامل مع الممرضة التي كادت تقتل إثر انهيار سقف المستشفى وهي تؤدي واجبها المهني. «المساء»، التي وقفت على كل مراحل الحادث منذ سقوط الممرضة مغشيا عليها وحتى رميها داخل غرفة مهددة بالانهيار وسبق أن تم إخلاء المرضى من داخلها، عاينت حادثا ثانيا لرجل كان يصرخ داخل قسم المستعجلات، مطالبا، دون جدوى، بسيارة إسعاف لنقل أمه المريضة، على وجه السرعة، إلى مستشفى ابن سينا بالرباط. الرجل صرح ل«المساء» بأنه فقير لا يملك قوت يومه، وأن أمه مريضة بالقلب وتحتاج إلى رعاية خاصة وسريعة. وسائق سيارة الإسعاف أكد أنه لن ينقل السيدة المريضة إلا بعد أن يؤدي ابنها ثمن الوقود (120 درهما)، وأن الإدارة لن تقبل شهادة الضعف. تطور الصراع الكلامي وتوسعت دائرته ليحضر معظم المسؤولين داخل المركز الاستشفائي الذين زكوا كلام سائق سيارة الإسعاف، تاركين السيدة تنتظر قدرها. بعد أن فحصها طبيب القلب، وأكد لابنها أن معدل نبضات قلب أمه بلغ 234 نبضة في الدقيقة، وأن عليه الإسراع بنقلها إلى أحد المستشفيات الكبرى.