شهدت ليلة الأربعاء/الخميس مواجهات عنيفة بين طلاب الحي الجامعي ظهر المهراز وشبان حي صفيحي مجاور، أغلب ساكنته من أسر تقاعد أولياؤها عن العمل في سلك الجندية. واستعملت في هذه المواجهات التي أسفرت عن إصابة ما يقرب من 100 شخص من كلا الجانبين، السيوف والهراوات والعصي. ولم تهدأ إلا في وقت متأخر من الليل بعدما تدخلت أفواج من سيارات الأمن لتهدئة الوضع، دون أن تجرؤ على الاقتراب من «الحرم» الجامعي تفاديا للمزيد من تأزيم الوضع بسبب «حساسية» اقتحام دوريات الأمن للساحات الجامعية. وتعرض الحي الجامعي لعمليات اقتحام متتالية من قبل بعض شبان حي ظهر المهراز. واتهمهم الطلبة باقتراف عمليات اعتداء على الطالبات وتنظيم عمليات سرقة لأمتعة عدد من الطلاب والعبث ببعضها الآخر. وعادت المواجهات لتندلع بين الطرفين من جديد، بعدما عمد شبان الحي الصفيحي إلى تنظيم هجوم على «معاقل» الطلاب في الحي الجامعي، مدججين بالسيوف والهراوات، لكن تدخل الأمن في آخر لحظة أنقذ الطلاب من ليلة رعب مجهولة العواقب. واتهم شاب غادر سلك الجندية بالتسبب في هذه المواجهات، وذلك عندما عمد إلى «اقتحام» الحرم الجامعي وهو في حالة غير طبيعية. حيث تعرض للتعنيف والطرد من قبل طلاب ينتمون إلى التيار القاعدي. في حين تعاطف شبان حيه معه وقرروا «الانتقام» ل«ولد الحومة»، مما أدى إلى اندلاع المواجهات. وبالرغم من حدة الإصابات في كلا الطرفين، إلا أن المصابين تفادوا التنقل إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي لتلقي الإسعافات خوفا من التعرض للاعتقال. وتشهد المنطقة التي تعرف كذلك بمجاورتها للمنطقة العسكرية بجهة فاس بين الفترة والأخرى مواجهات بين الطلاب وبين شبان هذا الحي الصفيحي. ففي الوقت الذي يتهم فيه الطلاب القاعديون السلطات بالوقوف وراء تحريض جانحين من أجل ترويج المخدرات بمحيط الجامعة والاعتداء على الطلاب والطالبات وزرع أجواء الرعب في أوساطهم، يصف فيه عدد من شبان هذا الحي الطلبة القاعديين بالغرباء عن «الحومة» ومحيطها، ويصفون تحركاتهم ونشاطاتهم بالاستفزازية. ودفعت عودة هذه المواجهات رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله إلى الدعوة للانكباب على إيجاد حل لاستمرار كليات الآداب والعلوم والحقوق بمنطقة ظهر المهراز، قائلا إن رجال الأمن أصبحوا يعانون من معضلة اسمها ظهر المهراز. وأشار إبان أشغال دورة لمجلس الجهة انعقدت صباح أمس الخميس، إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه من شأنه أن يهز أمن المدينة، «وإذا اهتز أمن المدينة، فإن أمن المغرب سيهتز».