كشفت إحصائيات أولية رسمية، توصلت «المساء» بتفاصيلها، أن الأغلبية الساحقة من منكوبي الفيضانات بمنطقة الغرب، الذين تم إيواؤهم بمختلف المخيمات المنتشرة بالجهة، رفضوا التلقيح ضد أنفلوانزا الخنازير. وقال مسؤول طبي إن الحملات الدعائية التي قامت بها الفرق الطبية بالملاجئ، لم تعط ما كان منتظرا منها، وأوضح، في تصريح ل»المساء»، أن الإقبال كان جد ضعيف، رغم عملية التحسيس التي باشرتها المصالح الصحية بعين المكان. وأكدت معطيات موثوقة، أن الوحدة الطبية المتنقلة، المرابطة بالمركز الغابوي المنزه، الذي يضم ثلاثة, تجمعات لضحايا الفيضانات، لم تتلق أية طلبات في هذا الشأن، وذكر مسؤول بها أن المنكوبين لم يبدوا أي تجاوب مع الدعوة التي وجهتها الوحدة إليهم، وقال إنه بعد مرور أربعة أيام على تشييد المخيمات، لم يتم تلقيح أي شخص ضد فيروس «إتش1إن1»، وهو المعطى نفسه المسجل بمخيم السوق الأسبوعي بجماعة «أولاد سلامة». وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الطاقم الطبي بمركز ملعب سيدي علال التازي، لقح 7 أشخاص فقط، من أصل 437 فردا، من منكوبي تعاونية الخير التابعة لجماعة المكرن إقليمالقنيطرة، الذين يؤويهم المخيم المذكور، معترفا في نفس الوقت بصعوبة إقناع المواطنين بأخذ التلقيح ضد هذا المرض، للحالة النفسية التي يعانون منها، جراء الأضرار والخسائر المادية الجسيمة التي لحقتهم بفعل الفيضانات. وأثبتت نتائج الكشوفات الطبية الأولية التي أجريت للمواطنين بالملاجئ، أن أكثر الأمراض التي تم رصدها، هي تلك المرتبطة بتعفنات الجهاز التنفسي، تليها أمراض المفاصل، نتيجة برودة الطقس، ثم الأمراض الجلدية، إضافة إلى أمراض أخرى مختلفة. وعلى صعيد ذي صلة، كشف مصدر طبي أن 50 بالمائة من التلاميذ بمختلف الداخليات بالقنيطرة جرى تلقيحهم ضد فيروس «إتش1 إن1»، فيما استهدفت العملية نفسها أقل من 20 بالمائة من الطلبة القاطنين بالأحياء الجامعية، البالغ عددهم 1300 طالب، حيث تم تلقيح 40 قاطنا فقط، بينهم أفارقة، بينما رفض الآخرون التلقيح. ونفى المصدر ذاته وجود حالة مصابة بهذا الفيروس بالمركز الجهوي الاستشفائي، وقال إن جميع الحالات المصابة التي تم استقبالها والكشف عنها، على ضآلتها، تلقت العلاج والدواء، وغادرت المستشفى في حالة صحية جيدة، محذرا في الوقت نفسه، من إمكانية تصاعد موجة المصابين بأنفلوانزا الخنازير خلال ما تبقى من هذا الشهر، وفبراير القادم. وكشف المتحدث أن حالة الوفاة الوحيدة التي تم تسجيلها في هذا الإطار، كانت منذ أسابيع، وتتعلق بطفل يبلغ من العمر 13 سنة، كان يعاني من المرض القلبي «البريومتزمال»، فتلقى تلقيحا بمضاد الفيروس، وبعدها بأسبوع لقح بمادة «الأكستونسلين»، الضرورية للذين يعانون من المرض المذكور، فحصل له ما سماه المصدر ب«شوك»، أدى إلى انهيار حاد في الضغط الدموي، وفقدان المريض للحياة، حسب قوله.