نجح فريق الوداد في كسب مباراة ذهاب ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية أمام مازيمبي الكونغولي وفاز بهدفين لصفر، في انتظار مباراة الإياب التي ستجرى بلومومباشي الكونغولية. قدم الوداد واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، وفرض شخصيته على المنافس، بل وخلق العديد من فرص التسجيل، التي لو وجدت مهاجما من طراز جيد لكان بمقدور الفريق «الأحمر» أن يرفع غلته من الأهداف، ويفوز بفارق كبير، ويحسم التأهل مبكرا، لكن السنغالي كيتا الذي جاء به الفريق ليكون بديلا للغابوني مالك إيفونا، لم يتمكن حتى اللحظة من تقديم الإضافة المطلوبة، بل إنه مازال إلى اليوم لم يسجل أي هدف، وهو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام. وإذا كان الفوز بهدفين لصفر يبدو مهما، إلا أنه لايعني أن الوداد حسم التأهل، فالوداد ينتظره إياب صعب بلومومباشي، وسيكون عليه أن يعد العدة لانتزاع التأهل من هناك، خصوصا أن مازيمبي الذي يحمل لقب عصبة الأبطال الإفريقية لن يستسلم، وسيقوم بكل شيء من أجل الحصول على بطاقة التأهل، هو الذي لن يرضى بأن يخرج مبكرا من هذه المسابقة، التي تعود منذ سنوات على لعب أدوار متقدمة في منافساتها. لذلك، بقدر ما أن الوداد سيكون مطالبا بمواصلة التنافس على لقب البطولة، والحفاظ على فارق النقاط الذي يفصله عن منافسيه، هو الذي سيحل ضيفا بعد غد الأربعاء على اتحاد طنجة، فإنه في الوقت نفسه عليه أن يدرك أن مباراة الإياب أمام مازيمبي لن تحسم في الملعب فقط، فمسؤولو هذا الفريق اعتادوا الضغط على الحكام، بل إن ملعب المباراة يتحول إلى جحيم لا يطاق. يكفي أن نعود بالذاكرة إلى سنة 2011 عندما التقى الفريقين في نفس الدور، وفاز الوداد ذهابا بهدف لصفر، وخسر إيابا بهدفين لصفر، قبل أن ينتزع الوداد بطاقة التأهل إثر اعتراض تقدم به بسبب إشراك الفريق الكونغولي للاعب يحمل رخصتين واحد مع مازيمبي والثانية مع الترجي التونسي، فقد عاش الفريق رعبا لا يطاق سواء بمقر إقامته أو بالملعب. لذلك، سيكون على الوداد أن يهيء لهذه المباراة بشكل جيد، وأن يضع نفسه وسط كل السيناريوهات، أما الأهم فهو أن ينسى أنه فاز بهدفين لصفر ذهابا، وأن يعتبر مباراة الإياب بمثابة نهائي فاصل، يحتاج إلى إرادة صلبة، وقوة عزيمة، وانضباط تكتيكي وذهني. مباراة الإياب ستكون المباراة الأهم للوداد في هذا الموسم، فتجاوز عقبة الفريق الكونغولي يعني أن الوداد بلغ دور المجموعتين، ويعني كذلك أن التأهل إلى الدور نصف النهائي، والتنافس من أجل نيل اللقب قد أصبح مفتوحا، في منافسة قارية أصعب ما فيها هو أدوارها التمهيدية، التي تحرق الأعصاب. بموازاة حديث وسائل الإعلام عن مباراة مرتقبة بين فريقي الوداد وبوكاجونيورز الأرجنتيني بحضور أسطورة كرة القدم العالمية دييغو أرماندو مارادونا، وأيضا إمكانية تعاقد الفريق «الأحمر» مع مستشهر إماراتي، خرج رشيد البوصيري عضو المكتب المسير للرجاء، ورجل ثقة محمد بودريقة بتصريح قال فيه، في إشارة إلى الوداد:» حنا إيلا خصونا لفلوس ما كنجيبهومش من الإمارات، كنعتامدو على الموارد البشرية، أي الرجاويين». هذا التصريح ليس مقبولا، فما العيب في أن يتعاقد الوداد أو الرجاء مع مستشهر من الإمارات أو من أي بلد آخر، ألا تسعى كل الفرق للبحث عن موارد مالية جديدة، يكفي أن نرمق بأعيننا ما يجري بالجارة إسبانيا، وبفرنسا وإنكلترا، ثم ألم يبشر بودريقة ذات يوم جمهور الرجاء بالتعاقد مع مستشهر مصري، استفاد من حملة إشهارية مجانية على حساب الرجاء، قبل أن يختفي عن الأنظار، ويبدأ أعماله العقارية بأكادير، فكيف يسمح مسؤول رجاوي اليوم له تأثير كبير في الفريق وخارجه لنفسه أن يطلق مثل هذه التصريحات «الغريبة». إن التنافس بين الرجاء والوداد يجب أن يكون فوق أرضية الملعب، وفي إطار الروح الرياضية، وليس من خلال الضرب تحت الحزام، أو إطلاق أقاويل مسمومة تسهم في ترسيخ تلك الصورة النمطية التي يروق للبعض ترويجها عن المغرب. التنافس المشروع له أدواته ووسائله، لكن أهم شيء هو الابتعاد عن مثل هذه التصريحات المسيئة التي تنسف كل شيء. في ذكرى ميلاده السبعين نجح فريق الفتح الرباطي في هزم فيلا الأوغندي بسبعة أهداف لصفر في ذهاب ثمن نهائي كأس «الكاف» الذي جمع بينهما بملعب مولاي الحسن بالرباط. كان لافتا للانتباه أن لاعبي الفتح لم يتوقفوا عن التسجيل، والبحث عن مرمى الفريق المنافس، دون استعراض زائد. وإذا كان الفتح حسم عمليا تأهله إلى الدور المقبل، فإن من الجيد أن يتمتع اللاعب المغربي بهذه العقلية، فاحترام المنافس يأتي من خلال البحث عن الأهداف باستمرار إلى غاية إطلاق الحكم لصافرة النهاية.