منعت سلطات مدينة تطوان وقفة تضامنية حاشدة مع المواطن المغربي محمد الحداد، المضرب عن الطعام منذ 29 يوما، والذي نقلته المصالح الأمنية الإسبانية من مدينة سبتة إلى مدينة الجزيرة الخضراء تمهيدا لقرار ترحيله إلى المغرب. وعرف شارع محمد الخامس إنزالا أمنيا مكثفا وغير مسبوق، مصحوبا بثلاث عشرة دورية أمنية و3 سيارات أمنية مدنية، والعشرات من عناصر التدخل السريع والقوات المساعدة بهدف منع الوقفة التضامنية مع المواطن المغربي، والتي نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، بمشاركة العديد من المواطنين وأصدقاء المعني. ووفق قرار منع الوقفة الاحتجاجية، غير المرقم والذي توصلت «المساء» بنسخة منه، فإن مبرر منع الوقفة قبالة القنصلية الإسبانية بتطوان هو كونها «ستخل بالأمن العام». وأفاد مراد أغربي، رئيس الجمعية، بأن قرار المنع غير قانوني لكون مكتب الجمعية لم يتوصل به، وإنما تم تسليمه إلى أحد أعضاء الجمعية، وهو ما يخالف القانون، مستغربا منع «وقفة تضامنية مع مواطن مغربي مضرب عن الطعام بسبب ظلم الإسبان له، وعدم تمتيعه بحقوقه الأساسية بعد إصدار حكم براءته من تهمة علاقته بمرتكبي تفجيرات قطارات مدريد في 11 مارس 2004». من جهتهم، استغرب عدد من المشاركين في الوقفة مهاتفة لحبيب حاجي، الكاتب العام للهيئة التنفيذية للجمعية، ومطالبته لرئيس الجمعية بالخضوع لقرار المنع، وهو ما رفضه عدد من الحقوقيين، معتبرين أن لحبيب حاجي «لا سلطة له على الجمعية، وبالتالي لا يجوز له الضغط عليهم ومطالبتهم بالرضوخ والامتثال لقرار منع وقفة تضامنية مع مواطن مغربي». وخلق الإنزال الأمني المكثف إرباكا في صفوف المواطنين وسط مدينة تطوان، وهو ما استغربه رئيس الجمعية، موضحا أن «إسبانيا تريد أن تجعل من ملف محمد الحداد قنبلة موقوتة تفجرها في وجه المغرب مثلما فعلت بملف أميناتو حيدر». وأضاف أغربي، في حديثه ل»المساء»، أن «استعجال تنفيذ الوقفة التضامنية مع الحداد والاحتجاجية ضد قرار وزارة الداخلية الإسبانية القاضي بتنقيل الحداد إلى مركز الاعتقال بالجزيرة الخضراء، يأتي ردا على استعجال مركز القرار الإسباني ترحيل الحداد إلى مدينة طنجة فور بت القضاء الإسباني، يوم غد الخميس، في طلب الاستئناف الذي تقدم به محمد الحداد ضد رفض قبول طلبه اللجوء لدى إسبانيا». وأكد المتحدث أن «السلطات المغربية ستعتقل محمد الحداد فور ترحيله، كما ستوجه إليه عددا من التهم بسبب تصريحاته الصحفية التي تزامنت مع طلبه اللجوء السياسي أو الإنساني إلى إسبانيا». وأوضح أغربي، في حديثة إلى الجريدة، أن جمعيته «تعاني من شرخ كبير داخلها»، كما ندد بقرار المنع الذي يعود، حسبه، إلى بعض «الفاسدين على مستوى القرار بتطوان». وتم منع رئيس الجمعية من إلقاء كلمة المنع، كما كانت السلطات الأمنية على وشك اعتقاله، بسبب إصراره على التضامن ومؤازرة مواطن مغربي يعتبر ضحية لأحداث تفجيرات مدريد».