استعانت الجامعة الملكية المغربية لرياضة التايكواندو قبل أشهر بالفرنسي فيليب بويدو لشغل منصب مستشار تقني للجامعة، إذ قام بمجموعة من الأنشطة منذ تعيينه، من قبيل تنظيم دورات تكوينية لفائدة المدربين المغاربة، كما كان حاضرا في معسكر المنتخب الوطني للتايكواندو في برشلونة الإسبانية في فبراير الماضي. وشغل فيليب بويدو منصب مدير تقني للاتحاد الفرنسي للتايكواندو لسنوات، كما تقلد منصب رئيس لجنة المباريات بالاتحاد الدولي للعبة، قبل أن يستغني الاتحاد الفرنسي عن خدماته بسبب تورطه في فضيحة فجرتها البطولة الفرنسية من أصل كندي، مارلين هارنوا. واتهمت هارنوا، الحائزة على الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن سنة 2012، كلا من فيليب بويدو ومدربتها السابقة ميريام بافريل، بالضغط عليها لفظيا وجسديا وتهديدها ومضايقتها. واتهمت هارنوا بويدو بالمشاركة في إجبارها على الزواج من أحد الفرنسيين بشكل صوري، من أجل الحصول على الجنسية الفرنسية وتمثيل البلاد في الاستحقاقات الدولية. وشرحت هارنوا أنها انتقلت من كندا إلى فرنسا وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وأنه تم إجبارها من طرف بعض مسؤولي الاتحاد الفرنسي للتايكواندو على الزواج من رجل فرنسي الجنسية، وأضافت في هذا الصدد: «تلقيت سيلا من الشتائم والتهديدات، بل وصل الأمر أحيانا إلى الضرب، وتم إجباري على الزواج، حيث قالوا لي بشكل صريح: «إذا كنت تريدين البقاء في فرنسا، تزوجي هنا أو ارحلي إلى بلدك»، فتزوجت في يونيو من سنة 2006، وحصلت على الجنسية الفرنسية في أبريل 2008 وحصلت على الطلاق عاما بعد ذلك». وتم إبعاد البطلة الأولمبية هارنوا عن المنتخب الفرنسي بعد مشاداة مع مدربتها ميريام بافريل خلال إحدى المباريات، إذ أكدت مدربتها السابقة بعد الواقعة أنها طلبت من هارنوا السكوت وعدم الصراخ في وجه حكم المباراة، وهو ما لم تتقبله هارنوا التي دخلت في شجار لفظي مع مدربتها. من جهته أكد أحد الحكام في تصريح سابق لوكالة «أ.ف.ب» أنه سمع مدربة وهي تتلفظ بكلمات نابية وقبيحة في حق هارنوا في إحدى المباريات الدولية سنة 2009 في إسبانيا، وأضاف أنه استغرب كثيرا لحجم الشتائم التي تعرضت لها هارنوا التي كانت تسير نحو الفوز في مباراتها. وجاء تصريح الحكم الدولي ليؤكد أقوال البطلة الكندية الأصل، التي قالت في مراسلتها لوزارة الرياضة الفرنسية قبل سنوات، أنها تعرضت على مدى سنوات لضغط نفسي رهيب وأنها تحملت الشتائم والتهديدات والضرب من أجل بلوغ أحلامها على المستوى الرياضي. ورفع المستشار التقني الحالي للجامعة الملكية المغربية للتايكواندو، فيليب بويدو، دعوى قضائية ضد البطلة هارنوا، إذ اتهمها بالتشهير وبالإدلاء بتصريحات كاذبة في حقه وفي حق مدربتها السابقة ميريام بافريل، وهي القضية التي خسرها بويدو في أكتوبر الماضي. وكانت البطلة هارنوا قد أعلنت فور صدور الحكم في صالحها، بأنها جد سعيدة لأن العدالة انتصرت لها. وحاولت هارنوا تمثيل منتخب كندا في 2013، إلا أنها لم تتمكن من المشاركة رفقته في المسابقات الرسمية لأسباب قانونية بعد تمثيلها لفرنسا بين 2008 و2012، لتقرر اعتزال التايكواندو سنة 2014.