نفى خبراء مغاربة في ميدان الهجرة أن تكون الإجراءات الأمنية التي دأبت إسبانيا والاتحاد الأوربي على اتباعها هي السبب الرئيس في انخفاض نسبة الهجرة السرية، كما جاء على لسان مسؤولين سامين في مدريد. وأكد نور الدين كرم، رئيس جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية، في اتصال مع «المساء»، أن تصريحات الرئيس الإسباني خوصي لويس ثباتيرو وبعض وزرائه ومسؤوليه في أجهزة الأمن أجمعت، خلال الأيام الأخيرة، على أن محاصرة أجهزة الأمن للسواحل الإسبانية إلى جانب التزام دول الشمال الإفريقي بالاتفاقيات الثنائية الموقعة لمحاربة الهجرة السرية هي التي تقف وراء تراجع نسبة المهاجرين السريين بنحو 45 في المائة «وهو ما يخالف الحقيقة»، يشرح كرم. وذكر وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريث روبالكابا قبل يومين بأن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى السواحل الإسبانية انخفض، خلال سنة 2009، بأزيد من 45 في المائة. وأبرز «روبالكابا» خلال تقديمه للحصيلة السنوية لمكافحة الهجرة السرية في إسبانيا أن قوات الأمن اعترضت 7285 من المهاجرين غير الشرعيين الذين حاولوا دخول الأراضي الإسبانية، خلال سنة 2009، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 45.7 بالمائة مقارنة مع سنة 2008. وصرح المسؤول الإسباني بأن هذا الانخفاض راجع إلى «المجهودات التي تبذلها قوات الأمن الإسبانية وعمليات ترحيل المهاجرين السريين، ولكن أيضا بفضل التعاون القائم مع البلدان الأصلية أو بلدان العبور، من بينها المغرب والسنغال وموريتانيا ومالي». وعلق نور الدين كرم على هذه التصريحات بقوله إنها نوع من الهروب من الحقيقة «إذ إن الجميع يعلم أن الأزمة المالية الدولية التي ضربت أوربا وبشكل خاص إسبانيا وإيطاليا جعلت الكثير من المرشحين للهجرة السرية يتراجعون عن قراراتهم وقد رأوا بأم أعينهم الظروف الصعبة التي يمر بها المهاجرون داخل الضفة الأخرى»، موضحا أن الإجراءات الأمنية المشددة كانت موجودة منذ عقود ولم تفلح لوحدها في التخفيض من نسبة الهجرة السرية التي كانت تعرف تزايدا مخيفا كل سنة. وبحسب كرم فإن التقارير الأولية تشير إلى أن المغاربة يأتون في مقدمة الأشخاص الذين تراجعوا عن الهجرة بسبب الأزمة الدولية بسبب وعيهم بما يجري في دول الاستقبال بأوربا، موضحا أن نسبة المتراجعين وصلت في بعض المناطق المعروفة بكثرة مرشحيها للهجرة السرية إلى 90 بالمائة. وذكر رئيس جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية أن مافيا التهجير السري بدأت تغير مجال نشاطها من مدن شمال المغرب إلى الجزائر التي بدأت تعرف تزايدا ملحوظا لنسبة المهاجرين السريين.